الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت نفسية خطيبتي فجأة فطلبت مني فسخ الخطوبة؛ فما توجيهكم؟

السؤال

مشكلتي بسيطة، ومعقدة بعض الشيء، فأنا شاب في 29 من العمر مصري أعمل ( بالرياض ) كانت لي تجربة خطوبة سابقة مريرة بعض الشيء، والحمد لله انتهت على خير، وبدون مشاكل.

وبعد عام تقدمت لخطبة فتاة، وكان من ضمن شروطي الدين والأخلاق والأهل، ورزقني الله بها والحمد لله، أتمنى من الله أن يكمل لنا على خير، والحمد لله أحبها أهلي جدا وأحبني أهلها جدا، وأحببنا بعضنا والحمد لله، وكنا صرحاء مع بعضنا البعض في كل شيء ( لأني خطبت قبلها، وهي مثلي خطبت قبلي).

المشكلة أنها منذ حوالي شهر ونصف من الآن بدأت تأتيها حالة من عدم الراحة، وحالة من القلق، وعدم النوم، وبدأت أحوالها تتغير معي ومع أهلي فجأة، وقل كلامها جدا، وأصبح الكلام بيننا دائما ينتهي بمشكلة أو شجار أو مخاصمة.

وفجأة قبل يومين وجدتها تقول لي: أنت تستاهل واحده أفضل مني، فأنا لن أسعدك، أنا سوف أسبب لك التعاسة، أنت إنسان أفضل مني جدا، وتحبني حبا لن يعطيه لي أحد، ولن نستطيع أن نكمل مع بعضنا البعض، وأن المستقبل لن يكون جيدا بالنسبه لنا، وأنها تدعو الله أن يأخذها ويريحها من هذا العذاب، ولكي لا تعذبني معها.

حاولت بكل الطرق أن أعرف السبب، هل أنا أخطأت في شيء معها أو مع أهلها، أو أي شيء آخر خطأ؟
وكان الجواب منها أن المشكلة فيها وحدها، وأني ليس لي أي ذنب أنها تحبني ولكن لا ترغب في أن تعذبني معها.

هذا والحمد لله أهلي لا يعلمون بأي شيء، ويتكلمون معها دائما للاطمئنان عليها كل يوم.

كلمتني والدتها وأخبرتني أن هناك شيئا غريبا في ابنتها، وأنها أصبحت غير طبيعية مع الكل، وأنها ذهبت قبل ذلك لطبيب نفسي، ولكن لم يأت معها بنتيجة نهائيا، وأنهم سوف يأخذونها لشيخ ليحاول علاجها بالقرآن، وأن أصبر عليها لأنها تعرف أنها تحبني، وأنا أحبها.

قمنا بصلاة الاستخارة كل منا في وقت مختلف، أنا لا يظهر أي نتيجة لصلاة الاستخارة عندي، أما هي كلما صلت صلاة الاستخارة أحلم (أنا وليس هي بأحلام مزعجة) وهذا تكرر أكثر من مرة.

هي لا يظهر لها شيء، ولكن كلما صلت هي أحلم أنا بأحلام مزعجة، بل أصبحت الآن كلما كلمتها تبكي بشدة بدون سبب نهائيا.

دلوني ماذا أفعل فأنا في حيرة، وتشتت من أمري، هل أطاوعها وأفسخ الخطوبة؟ وتكون المرة الثانية لي ولها أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه لمن دواعي سرورنا تواصلك معنا في إسلام ويب، ونسأل الله أن يختار لك الخير وأن يوفقك إليه، وأن يرضيك به.

في البداية أيها الحبيب أحب أن أركز على أمر أحسبه مفصليا في رؤيتك لخطبتك وهي تكرر موضوع الخطبة وفشلها، وأن هذا في تصورك أمر معيب، وهذا قد يدفعك إلي القبول بما لا تقتنع به هربا من مما تعتقده أمرا معيبا، وهذا خطأ، فأن تخرج من خطوبة فاشلة أفضل ألف مرة من أن تخرج من زواج فاشل مترتب عليه من الأمور والتبعات ما يثقل الكاهل، هذا أولا، مع العلم أننا نتمنى أن ييسر الله لك هذا الزواج إن كان فيه خير لك، لكنا أحببنا في البداية أن ننبه على مثل هذا المعتقد الخاطئ الذي يهرب منه بعض الشباب، فيقبل بما لا يريد ثم يندم، ويكون بعد ذلك بين خيارات كلها مريرة نعيذك، وكل شباب المسلمين من ذلك.

ثانيا: ما حدث مع خطيبتك عارض له أسبابه ولا محالة ولا يخرج الأمر عن أحد أمرين:

1- إما أنها غير مقتنعة بالزواج لأي سبب ووصل عندها قناعة بأن الزواج إذا تم قد يفضي إلى طلاق فتحاول تجنب ذلك.

2- أو قد يكون الطارئ عليها أمر فيه عين أو حسد أو ما شابه ذلك وهنا يستلزم الرقية الشرعية حتى يزول ما بها إن شاء الله.

وحتى تفرق بين الأمرين أقترح عليك أمرا لكن تفعله بالتنسيق بينك وبين أمها أن كنت تثق بها، وهو أن تشيع في المحيط الضيق الخاص بمعنى أسرتها أنك لا تريد أن تغضبها، وقد قررت أن تتركها، ولعل الله يرزقها من هو أفضل منك ويرزقك من هي أفضل منها، ثم يتم قطع التواصل معها وترك الفتاة أسبوعا بعيدة عن أي ضغط إن ذهب عنها ما كانت تجده من ضيق وهم فهذا من الشيطان، وإن كانت معتدلة المزاج مقتنعة بالقرار فستلحظ ذلك حين تجلس مع والدتها بعد ذهاب الضغوط عليها وتحكي لها عن الأسباب، وحينها إن كانت الأسباب منطقية ويمكن علاجها فلا بأس، وإن كان غير ذلك فالعدول عنها إلي غيرها أمر يسير.

وفي الختام أيها الحبيب الأمور بيد الله، وعليك بالاستخارة في الأمور كلها، وعلّق القلب بالخالق ودع المخلوق، فالأمور بيد الله لا غير.

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونرجو أن تخبرنا بما دار معك، وأن تراسلنا فيما أشكل عليك فنحن هنا إخوانك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر رحاب صلاح

    السلام عليكم ربنا يجعل لك مخرج من هذا الامر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً