الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أجد المتعة مع زوجتي مع قوة شهوتي بعيداً عنها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ملتزم دينياً قدر المستطاع، متزوج، وأعاني من أنني لا أجد المتعة الكافية مع زوجتي عند الجماع، ونصحت بأن أشاهد قبل أن أكون مع زوجتي بعض الصور للنساء الجميلات المتبرجات حتى تتحرك شهوتي, ثم أذهب لزوجتي لأجامعها, فكان لذلك تأثير ملحوظ.

سؤالي: هل هذا السبب يسوغ لي النظر للحرام -أستغفر الله-؟ وللعلم فإنني أجد من الشهوة عندما أكون بعيدا عنها قوة, ولكن عندما أكون معها بدون أن أشاهد الصور, أشعر كأن هناك ما يمنعني من الاستمتاع بها كأنه سحر -وأنا أستبعد وجود السحر؛ لأن لي بعض الخبرة في حالات السحر, ولا أرى أي أعراض لذلك-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمنَّ عليك بحسن التوافق مع زوجتك، وأن يجمع بينكما على خير، ويرزقكما الاستمتاع الحلال الطيب، وأن يجعل حياتكما آمنة مستقرة, بعيدة عن الذنوب والمعاصي والآثام.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم – أقول لك -بارك الله فيك -: أولاً: بما أن الله قد منَّ عليك بالالتزام, فأعتقد أنك قرأت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، ومن هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام), أو (ولا تتداووا بمحرم), أو كما قال صلى الله عليه وسلم, وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ما جعل الله شفاء أمتي فيما حُرم عليها).

فإذن -أخي الكريم الفاضل-: هذه الطريقة التي نصحك بها البعض طريقة غير شرعية, ولا يجوز لك أن تستعملها؛ لأن الذي أمرك بغض البصر, إنما هو الله، وأنت بذلك تخالف أمر الله تعالى، وهذا الذي تراه من النشوة, أو الرغبة, أو القوة عند فعل هذا إنما هو من الشيطان.

فيما يتعلق بأن هذا الأمر -كما ذكرتَ من أنك تستبعد وجود السحر؛ لأن لديك بعض الخبرة- أقول: حتى وإن كان لديك بعض الخبرة فأنا أكاد أقول بأن هذا الأمر من الممكن أن يكون عن طريق هذا العالَم الأرضي، فقد يكون حسدًا، وقد يكون عينًا، وقد يكون مسًّا، وقد يكون سحرًا، فأنا أرى -بارك الله فيك- أن تستعمل الرقية الشرعية بما أن لديك خبرة، وأن ترقي نفسك أنت وزوجتك بصورة منتظمة لمدة من الزمن، وأن تستعمل الآيات المتعلقة سواء كانت بالمس أو العين أو الحسد أو السحر، وكذلك الأحاديث، وأن تجتهد في ذلك، سواء كان قراءة أو شُربًا أو دهانًا، كأن تقرأ على زيت وتدهن به ظهرك، وكذلك أيضًا حول عورتك, وغير ذلك، فأنا أرى -بارك الله فيك- أن تفعل ذلك بداية؛ لأنه لا يُستبعد أن يكون لديك شيء من هذا القبيل.

النقطة الثانية التي أنصح بها: ضرورة تقييم وضع زوجتك عند الجماع، هل هي تكون راغبة أم ليست براغبة؟

وهل هي تتهيأ لك التهيؤ الذي يجعلك تُثار جنسيًا فتُقبل عليها؟ أم أنها تتعامل معك بطريقة تقليدية عادية ولا تفعل من الأشياء ما يدفعك للرغبة فيها والإقبال عليها؟ لأننا أحيانًا نجد أن بعض النساء مثلاً لا يستعملن العطور، فتجد أن الزوجة رائحتها عادية, ورائحتها أحيانًا غير عادية، وقد تنام مثلاً في فراشها, وهي تلبس ملابس عادية أيضًا, ليست ملابس فيها نوع من الإثارة وتحريك الشهوة، وكذلك أيضًا بالنسبة لشعرها, كذلك لا تحاول أن يكون لديها مثلاً بعض الخبرات، فأنا أقول: لا مانع من أن ندخل إلى بعض المواقع الإسلامية المنضبطة التي تتحدث عن الشؤون الزوجية وأوضاع الجماع, وعن حالات الجماع، ومن الممكن أن تقوم المرأة بالاستفادة من هذه الأشياء؛ لأنه علم شرعي طبي, لا يتعارض مع الشرع, ليس فيه صور مبتذلة, وليس فيه كلمات مثيرة, وليس الهدف منه إشاعة الفاحشة، وإنما هذا نوع من العلم والمهارة التي لو اكتسبها الإنسان لتحسن أداؤه, وتطور مستواه.

فأنا أقول -بارك الله فيك-: لا مانع أن تدخل أنت وزوجتك لمثل هذه المواقع معًا، وأن تقرءا، وأن تحاول أن تغير من أوضاع الجماع التي تستعملونها الآن، لعل وعسى أن يستقيم الحال بعيدًا عن الحرام.

ولذلك أقول: لديك كما ذكرت الرقية الشرعية، ولديك أيضًا -كما ذكرت لك- مسألة التنويع, واكتساب مهارة أنت وزوجتك في اللقاء الخاص، وكذلك أيضًا السلاح الأعظم, وهو سلاح الدعاء أن يمنَّ الله عز وجل عليك بالقوة والسلامة والعافية، وأن يعافيك من هذه السلبية، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يعينك على أخذ حقك, وإمتاع أهلك بالحلال، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

وانظر طريقة الرقية الشرعية (237993- 236492-247326).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً