الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سوء الظن بالآخرين والشعور بانتقاصهم لي؛ فبماذا تنصحوني؟

السؤال

الشكر الجزيل لتعاونكم ومساعدة إخوانكم لا حرمتم الاجر.

منذ أكثر من 14عاما وأنا تعبان لا أستقر على حال لا في نومي ولا في صلاتي ولا في عملي، متذبذب، أحب النوم كثيراً، لا أحب الاجتماعات والعلاقات الكثيرة.

استخدمت السيروكسات بناء على مراجعة طبيب نفسي لفترات طويلة وأنقطع وأعود، وهكذا.

لكن أوضح أن مشكلتي الأساسية هي سوء الظن، وليست الرهاب، فإذا تكلم شخصان وأنا ثالثهما بمزح أو كلام أشعر مباشرة أنني المقصود بالاستهزاء، وأشك في نفسي مباشرة إذا وجه أحدهم لي مزحا مباشرا أو نقدا في اجتماع ناس وأرتبك، وآخذ الكلام على محمل السوء والانتقاص من قدري.

أصبح من يعرفني يتحاشى المزاح معي لحساسياتي الزائدة، وسوء ظني، وأحلل وأربط الكلام بفكره واحدة وهي الانتقاص من قدري والسخرية بي، وتكون ردة فعلي فظة وغليظة، وأندم فيما بعد عليها.

تعبت يا دكتور محمد عبد العليم، أريد أن أمزح وآخذ وأعطي مع الناس بثقة، وبدون تفكير سيء.

ملاحظة: عندما أتناول مهدئات القلق -على فترات بعيدة طبعا أحيانا ألجأ لها في المناسبات الاجتماعية- يتحسن مزاجي، وتختفي أعراض سوء الظن هذه.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني ومرضى المسلمين، وأن لا يحرمكم أجر مساعدة إخوانكم في هذا الموقع المبارك وجزيتم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجي رحمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت لا تواجه كارثة نفسية إن شاء الله تعالى، هذه حالات كثيرة ومنتشرة ويمكن التغلب عليها.

كثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يكون أيضًا لديهم مزاج ظناني وشكوكي حول مقاصد الآخرين نحوهم، وفي مثل هذه الحالات ننصح من حيث العلاج الدوائي بتناول الأدوية المضادة للخوف الاجتماعي مثل الزيروكسات أو الزولفت، والذي أعتقد أنه أفضل لمثل حالتك، يضاف إليه عقار مثل رزبريادون بجرعة صغيرة.

فالذي أراه هو أن تبدأ في تناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجراما، تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها واحد مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للزولفت - والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم «لسترال» ويعرف علميًا باسم «سيرترالين» - فابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وأفضل أن تستمر عليها لمدة تسعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

الجرعة صغيرة وسليمة، وهذه الأدوية إن شاء الله تعالى غير إدمانية وسوف تفيدك كثيرًا.

أنت لديك تجارب إيجابية في التحسن، وذكرت أنك حين تتناول مهدئات القلق تحس بشيء من الراحة، وهذا دليل قاطع أن حالتك بسيطة.

من جانبك لا بد أن تبذل جهدًا وتحسن الظن بالناس، وتحاول أن تحصن نفسك بالأذكار، هذا يجعلك إن شاء الله مطمئنًا، وفي ذات الوقت أكثر من التواصل الاجتماعي، وأكثر من الاستغفار وأعمال البر، هذه تجعل الإنسان مطمئنًا ويحسن ظنه بالناس إن شاء الله تعالى.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول: وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: رجال : (265851 - 259418 - 269678 - 254892)

ركز على عملك وحاول أن تتطور مهنيًا، ومارس الرياضة، وتواصل اجتماعياً كما ذكرت لك، فهذه أمور ضرورية وأساسية جدًّا، وأنا حقيقة أبشرك بأن الاكتشافات العلمية خاصة في مجال الأدوية، ومعرفة تفاصيل كيمياء الدماغ أصبحت متطورة ومتقدمة جدًّا، فكن حريصًا على تناول الدواء، وكن إيجابيًا في تفكيرك، وتواصل اجتماعيًا، وطور نفسك مهنيًا، وسل الله أن يشفيك.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً