الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الشخصية التجنبية، وهل هناك فرق بينها وبين الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لو سمحت يا دكتور أريد أن أعرف المزيد عن الشخصية التجنبية، ما هي أعراضها، وكيف يمكن علاجها، وهل هناك فرق بينها وبين الرهاب الاجتماعي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشخصية التجنبية -هذا هو المصطلح الذي ورد في التشخيص العالمي رقم عشرة لما كان يُعرف سابقًا بالشخصية القلقة- هي الشخصية القلقة، ونوعية القلق الذي تتميز به هذه الشخصيات أن القلق جزء أساسي من المكوّن النفسي للإنسان، ولا يُقصد القلق الظرفي الذي يحدث للإنسان كتفاعلات في المواجهات الحياتية، فالشخصية التجنبية تتميز دائمًا بارتفاع درجة اليقظة والشعور بالقلق، وتشتت الأفكار واستعجال الأمور، وتجد دائمًا الإنسان في سباق مع الزمن، وسرعة الانفعالات، وبعد ذلك تجد الواحد منهم يحس بالذنب إذا انفعل في وجه إنسان آخر، وتجد هؤلاء يصعب عليهم الانتظار لفترات طويلة، مثلاً حين زيارة الأطباء تجدهم يجدون صعوبة جدًّا في الجلوس والانتظار لدورهم في مقابلة الطبيب.

هؤلاء يكونون أيضا عرضة لبعض الأعراض النفسوجسدية كالانشداد العضلي، وربما يظهر لديهم قلق نفسي، كما أنهم يكونون عرضة للرهاب الاجتماعي، وكذلك الاكتئاب، لكن لا نقول بنسبة عالية، ربما يكون أكثر قليلاً من الإنسان العادي.

الشخصية التجنبية يتم علاجها من خلال التأهيل النفسي والذي يتكون من أن يعرف الإنسان حقيقة ذاته، وأنه عجول وغضوب وقلق، ومن ثم يُعلَّم كيف يدير القلق، وكيف يدير الغضب وكيف يدير الانفعالات، وهذه من خلال برامج معينة، وهذه البرامج تقوم على التعبير عن الذات وتجنب الاحتقانات النفسية.

هؤلاء أيضًا يستفيدون كثيرًا من الانخراط في الأنشطة الجماعية، والرياضة أيضًا تفيدهم، وممارسة تمارين الاسترخاء، وتوجيه طاقاتهم نحو ما هو أفيد، إذا كان في مجال العمل أو في مجال الدراسة، أو في المجال الأهلي والمدني، فتجدهم دائمًا مفيدين ومنتجين متى ما تم توجيههم، ونطالبهم دائمًا بالتفريغ النفسي وعدم الاحتقان -كما ذكرت لك-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً