الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التثاؤب عند الشروع في الصلاة

السؤال

كلما شرعت في الصلاة وكبرت تكبيرة الإحرام أتثاءب, وقد لاحظت ذلك في كل صلاة, حتى صلاة الوتر, وأرغب في التثاؤب إذا قرأت القرآن, لكني لا أتثاءب, وأكمل السورة التي أقرأها, وأحيانا أتثاءب إذا كنت مع زوجتي أو كانت معي بالسيارة مرة واحدة فقط, وهي أيضا تتثاءب, وهذا بدأ معي قبل أيام قليلة من رمضان الذي مضى, لكن في نفس الوقت أحب الذهاب إلى المسجد, وأصلي مع الإمام, وأسمع قراءته, فهل هذا يدل على وجود عين بسيطة أو مس أو حسد؟ وكيف أعالجه؟ هل بالرقية فقط؟ وكم يوما أستمر على الرقية؟ وهل يفيد سماع الرقية من دون نفث, كسماعها من شريط بالسيارة؟

وإذا لم أعالج بالرقية هل سوف تزيد الأعراض بعد فترة من الوقت؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك وفي زوجتك، وأن يثبتكما على الحق، وأن يجعلكما من صالح المؤمنين، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك من كثرة التثاؤب، فإنه إن دل على شيء فإنما يدل على أن الوضع غير طبيعي، خاصة وأنك ذكرت أن التثاؤب كثير وليس بالقليل، ومن هنا فإني أنصحك برقية نفسك بنفسك؛ لأن الرقية لا تحتاج إلى راقٍ متخصص، ولعلك أن تكون أنفع لنفسك من أي راقٍ آخر، لأنك المتأثر والمتألم, والذي سوف يستفيد من الرقية، فما عليك إلا أن تخلص النية لله تبارك وتعالى, وأن تتوجه إليه بالدعاء أن يجعل في كلامه وكلام نبيه الأثر والبركة والشفاء، وأن تتوكل على الله برقية نفسك بنفسك، وهذا أفضل شيء.

إذا لم يتيسر لك ذلك فمن الممكن أن تقوم زوجتك برقيتك – بارك الله فيك – ولو قراءة من كتاب, أو مطوية, أو غير ذلك، وإذا لم يتيسر لكما ذلك فمن الممكن أن تستمعا إلى الأشرطة التي فيها الرقية الشرعية، سواء أكان ذلك في السيارة أو كان في البيت، وإن كنت أفضل أن يكون في البيت، لاحتمال أن يكون الوضع فوق قدرتكما فتحدث في الطريق أشياء لا تُحمد عُقباها.

ومن هنا فإني أنصحكما إذا كنتما ستستمعان إلى شريط الرقية أن يكون ذلك في البيت، وأن يراقب كل واحد منكما صاحبه، ولا مانع أن تقوم أنت مثلاً بالرقية, وأن تتبعك هي، أو أن تقوم هي بالرقية وأن تتابعها أنت، وفي نفس الوقت أيضًا أتمنى إذا كانت هنالك آيات تتأثر بها أكثر من غيرها أن تكتب هذه الآيات، لأن آيات السحر تختلف عن آيات المس, عن آيات العين, عن آيات الحسد، فالآيات التي سوف تتأثر بها أكثر معناها أن هذه الآيات هي التي ستحدد للأخ المعالِج نوع الألم الذي عندك, أو الظروف التي لديك، وفي هذه الحالة لو ذهبت إلى أحد المعالجين لتستعين به سوف تخبره بأن هذه الآيات التي استمعت إليها وتأثرت بها أكثر هي آية كذا وكذا، وبالتالي سيستطيع -بإذن الله عز وجل- أن يقرأ عليك الآيات المتعلقة بحالتك، وسيقوم بتشخيص الحالة بسهولة ويسر، وأنا أرى أنه يكفيك أن تستمع إلى الرقية, وأن تقوم برقية نفسك كل يوم صباحًا ومساءً حتى يتحقق لك الشفاء بإذن الله تعالى؛ لأن الحالة التي أشرت إليها يبدو أنها حالة بسيطة، وليست بحالة معقدة, أو مستعصية, أو لا تحتاج في الغالب إلى راقٍ، لأن أرى أنها أعراض بسيطة بإذن الله تعالى سوف تزول -إن شاء الله عز وجل- بأقل قدر من القراءة, أو سماع الرقية.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك من فضله، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر djamilachebaani

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شكرا يا شيخنا علي المعلومات القيمة و سوف اقوم بمراسلتكم انشاء الله جزاكم الله خير و مع الف سلامة

  • السودان ام الوليد

    جزاك. الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً