الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التلعثم والتأتأة لازالت تضايقني وأنا في الجامعة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة التلعثم والتأتأة في الكلام، وتكون مصحوبة بالسرعة أثناء الكلام، بدأت من المرحلة المتوسطة وأنا الآن على نهاية المرحلة الجامعية.

ذهبت قبل سنة إلى أخصائي نطق وتخاطب -والحمد لله- صار تحسن، لكن إلى الآن يكون تلعثم بسيط، لكن يكون بشكل كبير أثناء الإلقاء والقراءة أمام الجميعن وأخصائي النطق قال: هذا توتر وخوف بسبب الماضي أثناء الدراسة.

هل هناك دواء يخفف معدل التوتر ويقلل التلعثم؟ لأن عندي بحثاً قريباً وأقوم بشرحه أمام لجنة وطلاب يتجاوزون (60) طالباً، وهذا البحث هو مصيري، أكون أو لا أكون.

أرجو كتابة طريقة تناول الدواء إذا أمكن، وبعض النصائح المساعدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك ليفقه الطلاب وغيرهم قولك، وأنا سعيد جدًّا أن أعرف أنك قد تحسنت كثيرًا، والأمر فقط يحتاج منك للمزيد من الثقة في النفس، وأنا من جانبي أؤكد لك أن ما تحس به من تلعثم هو إحساس داخلي أكثر مما هو حقيقة، والتأتأة ليست منقصة للإنسان أبدًا.

من أهم الأشياء التي يجب أن تتبعها كسبيل علاجي مدعم هو أن لا تراقب نفسك أثناء الكلام، حاول أن تتكلم على سجيتك وعلى سليقتك، واعرف أنك لست بأقل من الآخرين أبدًا، وأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، ولا أحد يهمه الطريقة التي تتكلم بها، إنما الذي يهمّ الناس هو محتوى ما سوف تقوله، إذا كان مفيدًا هذا بالطبع سوف يجد الاستحسان من الآخرين، وإذا كان غير ذلك ربما يسبب لهم شيئاً من الملل وعدم التجاوب وعدم الانتباه، فكن مجيدًا في تحضير ما تود أن تقدمه، وأنا أؤكد لك أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تنطلق انطلاقة إيجابية جدًّا.

ما يأتيك من قلق وتوتر ومخاوف في بداية عرض الموضوع أمام الطلاب هو أمر عادي جدًّا، وهذا النوع من القلق نسميه بالطاقة النفسية الإيجابية المحفزة التي تحسن الأداء، فأرجو أن تستبصر هذه الكلمات التي ذكرتها لك واحدة تلو الأخرى، -وإن شاء الله تعالى- ستصل إلى قناعة أن ما يحدث لك هو أمر فسيولوجي طبيعي مطلوب.

أنا متأكد أن أخصائي التخاطب يكون قد درّبك على تمارين الاسترخاء، فكن حريصًا على هذه التمارين، وكذلك أكثر من تلاوة القرآن الكريم بتؤدة وبتدبر وتأمل، ولا شك أن إمام المسجد أو المحفّظ في مراكز التحفيظ سوف تستفيد منه كثيرًا، فكن حريصًا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك وأقول لك نعم توجد أدوية ممتازة مضادة للقلق والتوتر والمخاوف، ومن ثم فهي تساعد -إن شاء الله تعالى- في طلاقة اللسان.

الدواء الأفضل الذي سوف يناسبك عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) ابدأ بتناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الزيروكسات.

يمكنك أن تدعم الزيروكسات بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال) هذا الدواء يتميز بأنه يُجهض التغيرات الفسيولوجية الشديدة التي تنتج من زيادة في إفراز مادة تعرف بالأدرنالين، وهذه المادة تفرز حين يعرض الإنسان نفسه لمواقف تتطلب المواجهة ومن ثم القلق، جرعة الإندرال المطلوبة هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تتبع هذه التعليمات، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها الفائدة والنفع، وكما تلاحظ فقد قمنا بوصف طريقة استعمال الدواء لك، وأنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تتخطى هذه المشكلة البسيطة تمامًا.

ولمزيد الفائدة يراجع علاج التلعثم سلوكياً (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يحلّ هذه العقدة من لسانك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً