الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في سلامة عقلي والناس تنظر إليّ وكأني معتوه، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي وسواس وأشك في سلامة عقلي، ولدي خوف من فقدان عقلي وعملي، وتشتت أسرتي، وأعتقد أن الناس ينظرون إليّ على أني مجنون ومعتوه!

قمت برقية شرعية واستشارة نفسية سنوات: 99 و2007 و 2009، لكن هذه سرعان ما تعود.

هل من علاج دون أدوية؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الوسواس قد يكون مرتبطاً بالشكوك في بعض الأحيان، لكن إذا كانت الشكوك مطبقة ومسيطرة سيطرة شديدة وتجعل الإنسان دائماً يسيء التأويل ويأتيه ظنان باستمرار فهذا لا يعتبر وسواسا، إنما حالة أخرى تشخص حسب معيار تشخيصية أخرى، وسواءً كانت الحالة وسواساً قهرياً أو حالة ظنانية شكوكية فكلها يمكن أن تعالج.

حقيقة أنصحك أن تقابل الطبيب، فهذا أفضل بكثير؛ لأنه إن شاء الله تعالى من خلال المقابلة يصل الطبيب إلى التشخيص الصحيح، وإذا كان الموضوع وساوس قهرية بحتة فهذه لها علاج، وإذا كان الموضوع مرضاً ظنانياً وشكوكياً فهذا له علاج، وإذا كانت وساوس ظنانية فهذه أيضا لها علاج.

المعايير التشخيصية مطلوبة ومهمة، وهذا من مصلحتك تماماً، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب وإن شاء الله تعالى سوف تعطى الدواء الفاعل المفيد.

الرقية الشرعية لا شك أنها مفيدة لكن الإنسان يجب أن يأخذ بالأسباب ويجب أن يأخذ أيضا برأي الطبيب الثقة .

أخي الكريم: تعرف أن الرقية من قدر الله والدواء من قدر الله، وكلها إن شاء الله نافعة، وأنت حتى تكمل الرزمة العلاجية بصورة صحيحة عليك بالرقية، وعليك بالدواء، وعليك أن تجتهد في أن تحسن الظن فهذا مهم جداً، وأنا على ثقة تامة بإذن الله تعالى أن مثل حالتك هذه تستجيب للدواء بصورة فاعلة جداً.

أخي الكريم: أرجو أن لا تعتقد أننا قد بخلنا عليك، ولم نصف لك الدواء، الأدوية معروفة ومعلومة لدينا، وهي متعددة، لكن يجب أن يكون تأكيداً حتمياً على التشخيص، ولا مانع لدي أبداً أن تتواصل معي وتفيدني بنتائج مقابلة للطبيب.

إن العلاج الرئيسي -أخي الكريم- هو الدواء، والمساندة والاستبصار، ومحاولة التفكير الإيجابي، وتخفيف القلق، هذه كلها تساعد، لكن هذه الحالات لا تعالج حقيقة بصورة فعالة إلا من خلال الأدوية، وذلك لسبب بسيط وهو أن أحد العوامل أو الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الوساوس وكذلك الشكوك هي تغيرات تحصل في بعض خلايا المخ، والتغير الذي يحدث يشمل تغيرات كيميائية كمواد تسمى بموصلات أو الناقلات العصبية اتضح أن التغير في مستواها وطريقة توصيلها هي التي تؤدي إلى مثل هذه الحالات.

من المنطق أن نقول ما دام الأمر يتعلق بالكيمياء ومواد دماغية، فهذه لا بد أن تصحح من خلال الكيمياء، وهذا نعني به الدواء، فيا أخي الكريم لا تحرم نفسك من الدواء أبداً، وبعد أن تتناول الأدوية سوف تحس بدرجة التحسن التي سوف تحسن من دافعيتك، وهنا يأتي العلاج غير الدوائي: التواصل الاجتماعي، الاجتهاد، العمل، مواصلة الأرحام، الترويح عن النفس، أن تكون من رواد المساجد، وأن تكون لك الصحبة الطيبة، وأن تمارس الرياضة، هذه كلها مكملات علاجية ممتازة جداً، لكن أعتقد أنه سوف يكون لديك الدافعية أو حتى القابلية، لأن تدخل في برامج علاجية اجتماعية سلوكية حقيقية دونه أن تتناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وللفائدة يمكنك مراجعة هذه الروابط عن علاج الخوف من المجهول سلوكياً: 261797 - 263284

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً