الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت في قسم لا أرغبه ولكن نسبتي أرغمتني !!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

سأدخل - إن شاء الله - الجامعة بعد أسبوع في كلية الهندسة، قسم هندسة النسيج، وأنا لا أريد هذا المجال، وإنما أدخلتني نسبتي، وقد قيل لي أنه يمكنني التحويل من هذا المجال، ولكن بعد دراسة العام الأول في قسم النسيج والتفوق فيه، إلا أنني مازلتُ خائفاً من كوني لا أستطيع التحويل، فماذا أصنع؟

هناك أمر آخر: وهو المجتمع الجامعي المختلط، فأنا خائف منه، بالنسبة لهذا الأمر لا أريد أن أصافح النساء، ولا أريد أن تكون لي صلة بهن، ولكن هناك من يقول لي لا بأس في المصافحة أو في الحديث معهن، وأمثال هؤلاء كثر، ابتداءً من أقرب الأقربين، فماذا أقول لهم؟

والسلام عليكم، وشكراً لكم، وجزاكم الله خيراً، ووفقنا الله وإياكم لما ينفع أمة الإسلام والمسلمين، ويرضي الله ورسوله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فإننا بداية نهنئك بالنجاح، ونسأل الله أن يديم عليك نعمة الصلاح، وأن يجمعنا برسولنا وأصحابه في دار الفوز والفلاح، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة الشباب.

كنا نتمنى – أيها الابن الكريم - أن نعرف ميولك ورغباتك الحقيقية، حتى نتحاور على أساسها، وأحسب أن هندسة النسيج لها مستقبل، ولكن ميول الإنسان هي الأساس، مع ضرورة أن تعلم أن المطلوب هو التفوق والتميز، لأن حملة الشهادات في كل المجالات أعدادهم كبيرة، ولكن كم عدد الذين نجحوا وتركوا بصمات واضحة في الحياة؟ ونحن نتمنى أن تكون من هؤلاء.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تجتهد في دراستك وتحرص على التفوق، مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه، وأرجو أن تعلم أن بعدك عن الفتيات وحرصك على طاعة رب الأرض والسموات، من أهم ما يفتح لك أبواب النجاحات.

ابني الكريم: لا تصافح النساء، وابتعد عن مواطن الاختلاط، وأدخل نفسك في زمرة الصالحين، وأعلم أن الإسلام يباعد بين أنفاس الرجال والنساء، وسوف تجد من درس في مثل هذه الجامعات وكان بعيداً عن النساء بحرصه على غض بصره وتجنبه للخلوة، وكيف أن الله وفقه وسدده ونجحه في دراسته.

ومن هنا يتضح لنا أن ما يدعيه بعض الناس من أنه لابد من عمل علاقات أمر غير صحيح، بل فيه فتح أبواب الفتن، ولذلك فنحن ننصح شبابنا وفتياتنا برعاية الضوابط الشرعية، والانصراف إلى طلب العلم، ونتمنى أن ينتبه كل مسئول ولاه الله أمر الأمة وجعل القرار بيده بأن يتقي الله، ويسعى في أن يباعد بين أنفاس النساء والرجال، وليتنا أدركنا أن البلاد الكافرة أدركت الآن خطورة التعلم المختلط، فبدؤوا في إنشاء جامعات تمنع الاختلاط، وقد بلغ عدد هذا النوع من الجامعات في أمريكا قبل سنوات أكثر من ثمانين مدرسة، فمتى تنتبه الأمة التي يحرم دينها هذا الأمر، وإذا كان أهل الغرب فعلوا ذلك حفاظاً على تعليمهم وعلى دنياهم المهددة بالزوال بسبب الفواحش والفساد والأمراض الجنسية التي تأتي معها الدمار الشامل للمجتمعات، فأمتنا أولى بذبك.

وها نحن نكرر ترحيبنا بك، ونتمنى لك كل التوفيق، وندعوك إلى أن تذكر الغافلين بأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بمحافظتنا على أعراض الآخرين، فليت قومي يعلمون، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً