الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع طفلي الكتوم؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني يبلغ من العمر 7 سنوات، نحيف الجسم صغير البنية، له أخ أصغر منه، يبلغ سنة ونصف.

صفاته: هادئ، منصت، مطيع، حنون، يحب إظهار مشاعر الحب لي ولأبيه، حذر جدا وغير متهور، يستجيب للكلام والنقاش، أشعر أنه أكبر من سنه، وأني أستطيع أن أتحاور معه.

محب للألعاب الإلكترونية كثيراً ومشاهدة التلفاز، لا يحب الألعاب الحركية، ويتعب من الركض واللعب، غير واثق من نفسه، وحساس جدا، ودائماً يرى أنه غير قادر على القيام بالكثير من الأمور، لا يدافع عن نفسه عندما يتعدى عليه أحد، كتوم جدا، كثير التفكير في أي أمر جديد يقبل عليه، لا يحب إظهار مشاعره حتى لو كان فرحا، كأنه يخجل من ذلك.

هنالك موقف حدث له منذ سنتين تقريبا، لكنه ما زال يتذكره ويؤثر عليه.

وهو أنه عندما كان يعود في باص الروضة كان أحد الأولاد يضايقه ويطلب منه أن لا يتحرك، أو سيضربه، وكان ابني يلتزم بكلامه حتى يصل للمنزل، علما أنه لم يخبرنا بذلك إلا بعد فترة من تركه الروضة، لكنه ما زال يذكر الموضوع، أحيانا وهو غاضب مع أننا نحاول أن لا نضخم الموضوع، ولقد قال لي مرة: أنه لا يستطيع نسيانه حتى لو حاول ذلك.

آسفة على الإطالة لكن الموضوع يؤرقنا أنا وزوجي، ونريد أن نعرف كيف نتعامل مع شخصيته ونزيد ثقته بنفسه؟

كيف أجعله أكثر قدرة على التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وخصوصا أنه سيدخل المدرسة هذه السنة؟

وأنا أخاف أن يخفي عني أشياء أخطر لا سمح الله.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك أيتها الأم الحريصة على سؤالك عن طفلك.

لا شك أن هناك العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الطفل.

وبالنسبة لتعبه المستمر، ونحافة جسمه، وبنيته الصغيرة، وتعبه من الركض، فيفيد عرضه على أخصائي طبيب أطفال لاستبعاد أي شيء عضوي قابل للعلاج، وضمان التغذية السليمة المناسبة، والتأكد من حصوله على اللقاحات المطلوبة.

وقد يكون لوضعه الجسمي هذا علاقة وثيقة بالحالة العاطفية لهذا الطفل، والتي من أعراضها بعض السلوكيات التي وردت في سؤالك كالحساسية الشديدة وكتمانه وقلة حديثة عن مشاعره.

وقد تتعلق هذه الحالة العاطفية بالحادث الذي تعرض له في باص المدرسة، ونحن نسمي هذا الاعتداء الذي تعرض له "التنمّر" عندما يقوم طفل بإرهاب وتخويف طفل آخر، ويمكن لهذا التنمر أن يسبب اضطرابا عاطفيا مزاجيا عند الطفل المتنمر فيه، وقد يسبب عنده المخاوف والارتباك، مما قد يصل لحد يمتنع فيه الطفل عن حضور المدرسة.

وهذا لا يعني أن يبقى الطفل كما هو، فغالب الأطفال يكبرون ليتجاوزوا هذا الحال إلى الوضع الأقرب للطبيعي.

ولمساعدة هذا الطفل يفضل أن لا نقول له شيئا عن صفاته هذه، أو أن نستهزأ به، فإن هذا مما يعقد الأمور أكثر.

يكفينا أن نشجعه على الحديث لا من خلال أن نطلب منه الحديث، وإنما من خلال أن نتحدث معه، ولو لم يستجب على كلامنا، ومن خلال الوقت، وعندما يشعر بالارتياح فسيبدأ بالحديث من نفسه.

ويفيد كثيرا أن نركز على عواطف الطفل ومشاعره، من خلال الحديث عن عواطفنا ومشاعرنا نحن، وهذا من شأنه أن ينمي عند الطفل الذكاء العاطفي.

وللمزيد من الاطلاع على الذكاء العاطفي ما هو، وكيف ننميه عند الأطفال أنصح بالاطلاع على كتابي "الذكاء العاطفي والصحة العاطفية" للدكتور مأمون مبيض، وكذلك كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وكلاهما متوفر في بعض المكتبات، أو يمكن الحصول عليهما من موقع الكتب (نيل وفرات دوت كوم).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً