الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أعراض لا أعرف لها تفسيرا كالطنين والدوار!!

السؤال

أعاني من أشياء كثيرة لا أعرف لها تفسيرا، أولا طنين في الأذن، ودوار وألم في البطن، وآلام تتنقل من مكان إلى آخر، وعندما أذهب إلى الطبيب لا أعرف عن ماذا أشتكي، أخاف من المرض، فعندما يأتيني صداع أشك أنه ضغط، وأفحص عند الطبيب وأجده بالفعل مرتفعا، أفحصه في البيت وأجده في المعدل الطبيعي، وعندما يأتيني ألم في البطن أشك أنه مرض خطير، وبعدها يأتيني خمول وكسل، وصرت أخاف أن أخرج أو أسافر، أخاف من ركوب المصاعد، صرت أخاف من كل شيء، حتى من نظرة الناس لي أنني مريض، حتى زملائي في العمل يقولون لي أنت بك وسواس.

أرجو منكم النظر إلى ما كتبت وتفسيره، وطرق علاجه، كي أتخلص من هذه الأفكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مخاوي الأحزان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأؤكد لك أن حالتك ومن خلال الشرح الوافي الذي أفدتنا به نستطيع أن نقول لك أن تشخيص حالتك وبكل تأكيد هو أنك تعاني مما يعرف بالمخاوف الوسواسية، وهي منتشرة كثيرة جدًّا، وقد تأخذ صورًا مختلفة، فهنالك الخوف من الأماكن الضيقة، الخوف من المرتفعات، الخوف من الحشرات، الخوف من الأمراض، الخوف من الناس، ولا شك أن أفضله هو الخوف من الله تعالى، الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، وكما قال تعالى: {ففروا إلى الله} نسأل الله تعالى أن يهدينا لذلك.

هذه الحالة حالة قلقية مكتسبة، وهي إن شاء الله تعالى سوف تعالج علاجًا تامًا، عليك أن تتبع الآتي:

أولاً: اعرف أن الحالة حالة قلقية، وهي لا تشير أبدًا إلى ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك.

ثانيًا: القلق والخوف هو أمر مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد، ويفقد عن طريق التجاهل والتحقير، فأرجوك أن تتجاهل وأن تحقر الخوف.

ثالثًا: المواجهات من أفضل الطرق لعلاج المخاوف أيًّا كان نوعها.

رابعًا: الخوف من المرض، فالأمراض موجودة، والإنسان يسأل الله تعالى أن يحفظه، وأنصحك بأن لا تتردد على الأطباء، لكن اذهب إلى طبيب واحد تثق فيه مثل طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، وراجعه مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وذلك من أجل الفحوصات العامة والتأكد من ضغط الدم ومستوى السكر، وهذا يكفي تمامًا.

خامسًا: عليك بممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى بناء طاقات نفسية إيجابية، وتقضي على القلق والمخاوف وكل ما يشوب النفس من سلبية.

سادسًا: عليك بالتواصل الاجتماعي، هنالك أنواع من التواصل الاجتماعية المفيدة جدًّا: صلاة الجماعة هي أعظم وأفضل تواصل اجتماعي يمكن أن يقوم به الإنسان وفيها خير الدنيا والآخرة، ممارسة الرياضة الجماعية فيها خير كبير جدًّا. حضور حلقات التلاوة، أيضًا وسيلة اجتماعية علاجية مفيدة جدًّا.

الجزء الأخير في العلاج هو أن أصف لك علاجًا دوائيًا، وهنالك أدوية مفيدة لحالتك، هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) هو من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف والوساوس أيًّا كان نوعها، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة هي 50 مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء غير إدماني، وغير تعودي، وهو مفيد جدًّا، وسوف تشعر بفائدته بعد بداية تناول الدواء بستة أسابيع؛ لأن البناء الكيميائي لهذا الدواء يتطلب هذه المدة، والالتزام بمراحل العلاج حسب ما أوضحناها وكذلك الجرعة ومدة العلاج هي الأسس الرئيسية لنجاح هذا العلاج والاستفادة منه بصورة كاملة إن شاء الله تعالى.

هنالك دواء آخر مساعد يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وفي رمضان يمكنك أن تتناوله مع السحور.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أن الحالة بسيطة، ولو اتبعت ما ذكرناه لك حتى ولو جزئيًا إن شاء الله تعالى سوف تتعافى تمامًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً