الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي متقلبة المزاج... فكيف أتعامل معها؟

السؤال

أنا شاب بعمر 24 سنة، مرتبط بفتاة وهي بعمر 23 سنة، كنا في جامعة واحدة، فهي أصغر مني بسنة واحدة، لديها مشاكل كثيرة، وأنا لا أعرف كيفية التعامل معها.

أول مشكلة عندها هي أنها دائماً خائفة من الارتباط والزواج، بسبب أن أباها كان رجلاً قاسي القلب جداً مع أمها، وهذه الحكاية مؤثرة عليها.

الأمر الثاني: أنها دائماً متقلبة المزاج، مرة تحبني كثيراً، ومرة خائفة مني، ولا تحبني نهائياً.

أيضاً أبو هذه الفتاة متوفى منذ فترة، وهذا يجعلها خائفة من الدنيا ومن الناس، وأيضاً هي أكبر إخوتها، وقد أخذت مسؤولية البيت كله؛ لأنها هي الكبيرة في البيت.

أنا متمسك بها؛ لأنها طيبة جداً، وأنا الآن انتهيت من الجامعة، وبدأت مستقبلي وحياتي، وأخذت شغلاً جديداً في المحكمة، وفي الحقيقة أنا خائف من أنها لا تستطيع إكمال المشوار معي، وتتركني في نصف الطريق.

أريد أن أعرف كيفية التعامل معها؟ وكيف أحافظ عليها؟ وكيف أقدر فهمها أكثر وتفهمني؟ وكيف أجعلها تحبني حقيقة؟

أرجوك ترد على سؤالي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قد أخذنا وجهة نظرك بكل تقدير، لكن هذا بالطبع لا يجعل الصورة مكتملة لدينا، لأننا لا نعرف وجهة نظر الفتاة، فالذي أنصحك به هو أن تتحدث معها بكل تجرد وبكل مصداقية، وتسألها عن أي ملاحظات لها حولك أو حول شخصيتك أو مزاجك أو تصرفاتك.

ثم يجب عليها هي أيضًا أن تبادلك نفس المفهوم، بمعنى أن تعطيك الحرية؛ لأن تُبدي ملاحظاتك عنها، هذا النوع من الحوار المسئول قد يوصلكما إلى نوع من التوافق، وبعد ذلك ترى ما هي نقاط الاتفاق، وما هي نقاط الاختلاف، والناس يجب أن تعزز بعضها البعض فيما اتفقت فيه، ويعذر بعضها البعض فيما اختلفت فيه.

من خلال الحوار والنقاش والتنبيه لنقاط القوة والضعف يمكن أن يحصل تواؤم نفسي واجتماعي ما بين الناس.

هذا هو الذي أنصحك به، بخلاف ذلك، إذا اعترفت هي ورأت أنها لديها فعلاً تقلبات مزاجية كثيرة، فيجب أن تقابل مختصا محترفا، وذلك من أجل إرشادها وتوجيهها، وإذا تطلب الأمر لأي نوع من العلاج الدوائي سوف يقوم بإعطائها ذلك.

أما من جانبك فكيفية التعامل معها: أولاً لا أنصحك أبدًا أن تكون مدة الخطوبة طويلة، هذا أحد أسباب المشاكل الرئيسية ما بين الناس، لأنه إذا طالت هذه المدة الناس تبدأ نستكشف بعضنا بعضا فيما هو حق وفيما هو باطل، وفيما هو صحيح وفيما هو خطأ، وهكذا، وتبدأ تبحث في المثاليات، هذه أول النصائح التي أنصحك بها.

النصيحة الثانية: كن متجردًا وبدرجة عالية من المصداقية، ولا تحكم عليها من الجانب العاطفي، وإذا رأيت فيها عيوبًا أساسية حقيقية، وهي لا ترى ذلك فهذه ستكون نقطة خلاف أساسية بينكما، ومن ثم يمكنكما أن تختارا الطريق الصحيح الذي يناسبكما.

أما إن هي رأت ووافقت وقبلت المساعدة المهنية العلاجية النفسية، أو كان مجرد توجيهها لك سوف يكون أمرًا مفيدًا، فأعتقد أن هذا أيضًا هو حل وحل صحيح.

إذن كيفية التعامل معها تقوم على النصح والاحترام والتقدير، وهذا يجب أن يكون بتجرد شديد.

أنت لست مجبرًا أن تفهم كل شيء عنها؛ لذا نحن كما ذكرت لك لا ننصح أبدًا بأن تطول مدة الخطوبة أبدًا، هذا يضر كثيرًا بين المخطوبين، ولتفهمها وتفهمك عليك أن تحدد نقاط التفاهم ونقاط الخلاف، وكما ذكرت لك الناس ليس من الضروري، ولا يمكن أن يكونوا متمازجين ومتفقين في كل شيء، ويجب أن يكون هنالك مجال لتحمل الطرف الآخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً