الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف زوجي أن لا يحدث أمي بسبب مشكلة سابقة..فكيف أصلح بينهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة من سنة، ومنذ حوالي 5 شهور حدثت مشكلة بين زوجي وأمي، وحلف زوجي بعدها أنه لن يتحدث معها مرة ثانية، ولن يدخل بيتها، ولكنه سمح لها أن تزورني في الأوقات التي لا يوجد هو فيها، وإن كان موجوداً سوف يترك المنزل، وهي تعلم بكلامه، فلم تأت لزيارتي، فهو يتجنب أن يجتمع معها في أي مكان بحجة منعاً للمشاكل، حتى أنه يرفض أن يذهب إلى أي اجتماع لأقاربي، يعلم أن أمي سوف تكون هناك، وعندما تدخل أبي وأختي للإصلاح رفض، فهل ما يفعله حرام أم لا؟ وهل عليه وزر في مقاطعة أمي؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح ما بين زوجك وأمك.

لا شك أيتها الكريمة بأن مقاطعة المسلم لأخيه المسلم أكثر من ثلاثة أيام من أجل حظوظ النفس أمر محرم شرعًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا) ومن ثم فإن ما يفعله زوجك خطأ لا يحل له، فينبغي أن تتلطفي بهذا الزوج وأن تربطي في نصحه وتذكيره بهذه القضية التي ربما لا يعلمها، والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

فننصحك أيتها الكريمة أن تذكري زوجك أولاً بهذا الحكم الشرعي، ثم تذكريه ثانية بثواب العفو والصفح عن المسيء إذا أساء، فإن الله عز وجل وعد عباده المتقين بالجنات، ثم وصفهم بأنهم {الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يُحب المحسنين}، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، والنصوص المرغبة في عفو المسلم عن المسلم وتجاوزه عنه كثيرة، ولا ينبغي للإنسان العاقل أبدًا أن يكون طمعًا في عفو الله عنه ثم هو لا يعامل الناس بهذا المبدأ، فإن الراحمون يرحمهم الرحمن، والعافون يعفو الله عز وجل عنهم، والمسامحون يتسامح الله عز وجل معهم، وهكذا، فالجزاء من جنس العمل.

فحاولي أن تذكري زوجك بهذه الحقائق، فإن هذا يكف النفس عما تطمع إليه من الاعتداء والتشفي.

وأما حلف الزوج، فإنه من الأيمان التي ينبغي أن يكفّر عنها، ولا يجوز له الاستمرار في هجر أم زوجته، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث: (من حلف على يمين فرأى خيرًا منها فليكفّر عنه يمينه وليأتِ الذي هو خير).

فانصحي زوجك بأن يكفّر عن يمينه (كفارة اليمين) ويرجع إلى ما كان من وصلٍ لأم زوجته، ولا بأس بتجنب الخوض والدخول في الأمور التي قد تكون سببًا للنزاع والخصومة، ولا بأس بأن تبقى العلاقة في حدود الصلة والسلام والزيارة دون الخوض في نقاشات وخلاف ذلك، أما عن هذه الحالة التي هو عليها فإنه ينبغي أن يجتهد في تغييرها.

نسأل الله تعالى أن يكتب لكم الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً