الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شخص عصبي وأكلم نفسي من شدة الغضب، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو من سيادتكم الإفادة، أنا إنسان حساس جداً، وتوجد بعض المشاكل التي تحيط بي، حيث أني كثير الغضب، ولا أعرف كيف أعبر عما بداخلي، وأنا أكلم نفسي في أي وقت وفي كل مكان، أكلم نفسي وأشير بيدي، وأكون غاضباً جداً من أي موضوع، وأحس بتأثير ذلك على جسدي، ويكاد ينفجر دماغي.

ماذا أفعل -أفادكم الله وجزاكم الله عنا خيراً-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالحديث مع النفس وحالة العصبية والانفعال الزائد التي تلازمك لا تعتبر حالة مرضية حقيقية، إنما هي جزء من التكوين النفسي لشخصيتك، ويظهر أن شخصيتك تحمل سمات القلق، وربما تكون أيضًا تميل إلى الحساسية والكتمان كما ذكرت ذلك.

أنصحك بأن تعبر عن نفسك، وأن لا تكتم، والتعبير عن النفس دائمًا يكون أولاً بأول، وفي حدود الذوق والانضباط والإحسان إلى الآخرين، اجعل هذه شعاراتك، وتواصل من خلالها مع الناس، وهذا يؤدي إلى ما نسميه بالتفريغ أو التفريج النفسي، أي أن محابس النفس قد فتحت وهذا يمنع الاحتقان.

ثانيًا: أنصحك بأن تكثر من ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية فهي تجعلك تتفاعل تفاعلاً إيجابيًا وتزيل – إن شاء الله - كل الغضب والأفعال السلبية.

ثالثًا: أرجو أن ترجع إلى كتاب (الأذكار) للإمام النووي أو أي كتاب آخر، وتطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول الغضب، فالغضب نار يجب أن تُطفئ، والمؤمن يجب أن يعود نفسه ويدرب نفسه على ذلك، وأنا أقول لك أخي الكريم ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب)، وبما ورد عن النبي صلى عليه وسلم بقوله: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) لا بد أن نتذكر هذا الحديث النبوي العظيم.

وحين تأتي بوادر الغضب الأولى والتي تنتج من تغيرات كيميائية في الجسم، حيث تفرز مادة تسمى بالأدرنالين، وهذه تحفز الجسم والأعصاب ويحس الإنسان بهذا الانفعال، في هذه اللحظة يجب أن تغير مكانك، يجب أن تغير وضعك، فإذا كنت واقفًا فاجلس، وإذا كنت جالسًا فقف، وعليك أن تنفث ثلاثًا على شقك الأيسر، وأن تتوضأ، وأن تصلي ركعتين، وأن تكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تكثر من الاستغفار.

يجب أن نأخذ هذا العلاج النبوي بجدية شديدة، وأنا من خلال تجارب كثيرة جدًّا مع الكثير من الإخوان وجدوا أن هذا العلاج علاجًا مفيدًا جدًّا ولا شك في ذلك.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أيضًا أريدك أن تطبقها، هذه التمارين تمارين بسيطة جدًّا، يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

نصيحة أخرى مهمة جدًّا وهي أن تجتهد في عملك، وأن تطور نفسك، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تتعرف على الصالحين والأخيار من الناس، وأن يكون التسامح مبدأ لك، والإحسان إلى الآخرين كما ذكرت لك هو أمر جميل ويزيل شوائب النفس خاصة الغضب والتوتر.

بقي أن أبشرك وأقول لك أنه توجد أدوية ممتازة جدًّا لتقليل الانفعالات السلبية وتحسين المزاج، والحمد لله في مصر الأدوية قليلة التكلفة جدًّا وأنت محتاج لدواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (موتيفال) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، استمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول العلاج.

باتباعك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي ذكرناه سوف تتبدل - إن شاء الله - حالتك لتصبح الأمور طيبة وجيدة، وستجد قبولاً لنفسك وكذلك للآخرين.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول علاج العصبية والغضب سلوكياً ( 276143 - 268830 - 226699 - 268701 ) .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً