الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تكون حماتي هي الرجل..ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لمن دواعي سروري للمرة الثالثة أن أتواصل معكم عبر موقع الاستشارات الجميل، ولقد نصحني الدكتور أحمد المحمدي في الاستشارة رقم 2115923 بالوصول إلى أصحاب القرار عند أهل زوجتي من أجل ان نضع حلا لمشكلتي مع زوجتي التي هي كثيرة الغضب وتنقل كل الأسرار داخل البيت لأمها.

سؤالي للدكتور: ماذا أفعل إذا كان صاحب القرار أمها ولا تعطي أي نوع من الاحترام لزوجها ولا لأقاربها الذين جلسنا معهم عند قراءة الفاتحة؟

ماذا أفعل إذا كان ذهابي سيزيدها نشوزا واعتبار ذهابي لإحضارها ضعف مني؟

ماذا أفعل عندما أكون غير قادر أن أجلس مع رجل محترم يقول كلمة حق، لأن من يقول كلمة حق هرب من الموضوع؟ لأن حماتي تضعهم في مواقف محرجة وتريد أن تجلس مثلها مثل الرجل في الاجتماع وهم يرفضون ذلك، وقالوا لي ليس لنا اختصاص بالموضوع.

ماذا أفعل مع زوجة ترتبط بأهلها أكثر مما ترتبط بزوجها وأبي ابنتها؟

ماذا أفعل مع قضيتي التي لا يستطيع أحد من بلد زوجتي التدخل فيها لأنها تريد أن تكون مثل الرجل، والكل يقول إن المشكلة لو في بيت أي شخص آخر سنتدخل لكن هذا البيت لا، بما فيهم وكيلها؟

أنا غير سعيد معها ولست قادرا على الإقدام على طلاقها حتى لا تتحطم ابنتي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن كذلك سعداء بالتواصل معك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن ييسر لك الطريق المستقيم.

أود أولا أخي السيد أن أنبهك إلى نقطة هامة: لسنا في مرحلة اختيار بل نحن في مشكلة نريد التعامل معها، وإدارة أي مشكلة تعتمد على أمر واحد وهو الخروج بأقل الخسائر، وأم زوجتك -على ما ذكرت- امرأة لا تحترم قرارا ولا ترعوي لأحد، وأنت لا تستطيع أن تطلق من أجل ابنتك، ونحن نؤكد على عدم اتخاذ مثل هذه القرار، ولست سعيدا، وفن إدارة هذه الأزمة تتلخص في كيفية تجنب الضرر الأكبر بتحمل الضرر الأصغر، والضرر الأكبر هو طلاقها وتشتت الأسرة بالكلية، ومن أجل تجنب مثل هذا الضرر الأخطر نضطر إلى تحمل بعض الأضرار الأخرى.

لقد ذكرت - بارك الله فيك - أن الوسطاء ليس لهم رأي نافذ على المرأة، وذكرت أن ذهابك سيزيد الأمر تعنتا وسيجعلها أكثر نشوزا، وهذا بلا شك ضرر لكن هل هو في مستوى الضرر الأول؟ على أن هناك عدة أمور قد يصلح أحدها معك:

أولا: محاولة الحديث المباشر إلى الزوجة من وراء أمها، وتقوية الرابط الذي بينكما لأجل أن يضعف تأثير الأم عليها، أو أن يكون في البيت اتجاهان متضادان فهذا يضعف بلا ريب دور الأم الكارزمي، فإن تعسر فتدخل صديقات لها أو نساء قريبات لها يحاولن أن يؤثرن عليها.

ثانيا: أو التريث قليلاً إن رأيت أن الوقت قد يكون له عامل إيجابي في الإصلاح.

ثالثا: أو أن تجمع بين الأمرين، بمعنى أن تدخل الوسطاء وأن تكون معهم لعودة الزوجة إلى بيتك، ومن ثم بالمعاملة الطيبة الحسنة ومحاولة غض الطرف أو التغافل عن الأخطاء الصغيرة، وكذلك انتشار الحوار بينكما، سيكون هناك استقرار بينكما.

رابعا: هناك طريقة أخرى ولا بأس بالأخذ بها إن وجدتها صالحة مع أم زوجتك، وهي أن تحاول كسبها، وأن تنقلها من الصدام إلى أن تكون هي الحكم - وهذا بالطبع في المرحلة الأولى-، فإن بعض نوعيات النساء إذا دخل إليها من هذا الباب ترعوي، وهذا الأمر يخضع لطبيعتك النفسية وطبيعة تلك الأم، وأنت بها أدرى.

تذكر أخي الكريم أنك تجاهد من أجل الحفاظ على بيتك وهذا أمر يثيبك الله عليه خيراً، فلا تتردد فى الحفاظ على زوجتك وابنتك طالما عندك القدرة على المحافظة عليها، وتذكر أنك تدير مشكلة ولا بد أن تتحمل الضرر الأدنى في مقابل رفع الضرر الأكبر.

أخيراً كما ذكرت لك وأذكر دائما: عليك بالدعاء مع الأخذ بالأسباب أن يمن الله عليك بالاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً