الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة العاطفية بين الشباب والبنات

السؤال

السلام عليكم..

أنا أحب ولد خالتي، لكن لا أحد يدري، ونتبادل النظرت، أتمنى أن أخبر أبي وأمي، لكن أخاف أن يغضبوا مني لأنني أحبه، وأنا أندم كثيراً على النظرات التي تحدث بيني وبينه، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالك، وأن يقدر لك الخير.

نحن نشكر لك ثقتك فينا أيتها -البنت الغالية-، ونقدم لك نصيحة، وهي نصيحة ممن يريد لك الخير ويتمنى لك السعادة، وأملنا - إن شاء الله تعالى - أن تأخذيها بجد وتعملي بها بحزم، فإننا نتمنى لك كل خير، ونرجو أن لا تقعي فريسة سهلة للشيطان وأعوانه، وتقعي في شِراكه وحبائله، فإن فتنة الشاب بالشابة وكذا الشابة بالشاب فتنة ما بعدها فتنة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها أشد التحذير، وقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، وقال عليه الصلاة والسلام وهو في الحج حينما رأى ولد عمه الفضل بن العباس ينظر إلى شابة وهو كان شابًا، فلوى النبي صلى الله عليه وسلم وجه الفضل إلى الجهة الأخرى، فلما رآه والد الفضل يفعل هذا قال له: لماذا لويت عنق ابن عمك يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (رأيتُ شابًا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان) .

وأنت -أيتها الكريمة- بحاجة إلى أن تعملي بهذا الهدي النبوي والتعليم الشرعي، الذي يهدف من ورائه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حفظ الشباب والشابات من الوقوع في حبائل الشيطان.

نوصيك أولاً بوصية الله سبحانه وتعالى، وهو قوله للمؤمنات: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ} فغضي بصرك من النظر إلى ما حرم الله عز وجل عليك، وحاولي أن تجاهدي ما في قلبك من التعلق بهذا الشاب، وذلك لمحاولة شغل نفسك بالنافع، فإن النفس إن لم تشغليها بالحق شغلتك بالباطل.

ولا حرج عليك أن تحدثي أمك إذا كنت تظنين بأن هذا الشاب سيقبل بك زوجة له إذا كان يريد ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح) أما إذا لم يكن الأمر على هذا النحو فإن تعلقك به لن يجر إليك إلا فسادًا، ولن يُدخلك إلا في ضيق وضنك، فإن العشق داء عظيم الخطر يتشتت معه القلب وتتألم معه النفس، ولن تجني منه إلا النكد.

فنصيحتنا لك -أيتها الغالية-: أن تحاولي اقتلاع أسبابها من جذورها وأنت في أول الطريق، فاصرفي نظرك وأشغلي نفسك عن التعلق بهذا الشاب، فهذا خير لدينك وخير لدنياك أيضًا، واعلمي أن الله عز وجل إذا كان قد قدر لك الزواج به فإنه سيكون بإذن الله تعالى، وإن لم يكن فلا حاجة لك بهذا النوع من التعلق الذي يفسد عليك عقلك ويفسد عليك قلبك، ولا تنتفعين بعد ذلك بشيء من حياتك وعمرك، ولن تجني من ورائه إلا الخيبة والخسران.

فنصيحتنا لك أن تتجنبي الاستمرار في هذا الطريق، ومن أدوية التعلق وأساليب نزعها من القلب أن تتذكري دائمًا أن الصورة المستحسنة التي تتعلقين بها تحوي جملة من القبائح والأشياء المنفرة منها، فهذا يطرد عن النفس التعلق بالشيء الذي استحسنته النفس وأحبته.

ومن ذلك أيضًا استحضار اليأس إذا كان لا يمكن الوصول إلى هذا الشيء المتعلق به، ومن القواعد التربوية أن النفس إذا يئست من شيء نسته.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً