الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتأة منذ الصغر تمنع من الاختلاط بالناس

السؤال

ابني يبلغ من العمر 19 سنة، يعاني من التأتأة منذ طفولته، فأشار عليّ أصدقائي بالذهاب به إلى الشيوخ لقراءة القرآن عليه عندما كان في السابعة من عمره، ولكن دون فائدة تذكر، وهو الحمد لله ذكي ومؤدب، ولكني ألاحظ أن هذه المشكلة تمنعه من الخروج مع زملائه، خوفاً من التأتأة معهم، لأنهم يسخرون منه بسبب هذه المشكلة.

وهذه المشكلة تحدث معه عندما يتكلم مع إخوته ومعي أنا ووالدته، وكذلك عندما يتكلم أمام مجموعة من الناس، وأنا قرأت الاستشارات كلها في هذا الموضوع، ولكن أكثر استشارة تنطبق عليه هي رقم 2111080 ولاحظت أن هناك أدوية كثيرة تستخدم لعلاج مثل هذه الحالة وهي: (Seroxat flunaxol ,lustral,zyprexa,iinderal,haloperidol) مع طريقة استخدامها، ولكن هي باهضة الثمن، وبحكم ظروفي الاقتصادية لا أستطيع أن أشتري هذه الأدوية، وأرخصها (Iinderal ,haloperidol،) فهل يمكن علاج التأتأة بهذه الأدوية؟ وهل يوجد أدوية أخرى غير باهظة الثمن يمكن استخدامها؟ كما أرجو ذكر طريقة استخدامها، مع العلم أنه بدأ في ممارسة تمارين الاسترخاء.

وهل توجد أعشاب يمكن استخدامها لعلاج التأتأة؟ أرجو ذكر عدد الأدوية الواجب استخدامها.

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

هذا الابن أولاً لابد أن نجعله يحس بشيء من الثقة بنفسه، وأن هذه العلة ليس فيها أي منقصة له، وأن نطمئنه بأن الكثير من الناس يعانون من هذه العلة ويعيشون حياة طبيعية، وقد استطاعوا أن يحسنوا من تواصلهم مع الناس ومخاطبتهم، هذا النوع من المساندة العلاجية مهمة جداً.

ثانياً: هذا الابن لو قابل أخصائي تخاطب، ولو لمرة واحدة، ربما يكون ذلك مفيداً، وذلك لسبب واحد، وهو أن أفراد الأسرة مهما أوتوا من معرفة مقدرات لا يمكن أن يلعبوا دور المعالج أبداً، هذا شيء مثبت من الناحية العلمية، فإذا كانت هنالك إمكانية لأن تقابل به أحد أخصائي التخاطب ولو لمرة واحدة، فلا تتأخروا.

بالنسبة العلاج بالقرآن، نقول: إن التدرب على قراءة القرآن من الذين يعانون من اللعثمة أو التأتأة هو في حد ذاته علاج؛ لأن قراءة القرآن الكريم الصحيحة وبتجويد تتطلب تعلم مخارج الحروف، وهذا فيه خير كثير جداً للتخلص من التأتأة.

أخي الكريم! هنالك تمارين كثيرة أنت قرأت عنها، وتمارين الاسترخاء مهمة، الكلام ببطء مهم، تحديد الأحرف التي يجد فيها صعوبة وإدخالها في كلمات ثم في جمل وتكرارها وتسجيلها والاستماع إليها هذا مهم جداً، لابد أن يتعلم هذا الابن أن لا يراقب نفسه حين يتحدث ويخاطب الآخرين، مراقبة الذات في مثل هذه الحالات يزيد من القلق بشكل شديد، ولابد أيضاً أن تصحح مفاهيمه أنه لا يراقب من قبل الآخرين، ليس هناك من يستهزئ به أو يسخر منه، هذا مهم جداً أخي الكريم.

بالنسبة للأدوية هي جزء من الرزمة العلاجية، والأدوية تعمل من خلال تقليل القلق والتوتر، وهي أدوية كثيرة ومتعددة، أعتقد أن عقار فلوناكسول Flunaxol الاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol بجرعة حبة واحدة، أي نصف مليجرام يتناولها في الصباح لمدة ستة أشهر سيكون علاجاً جيداً، ونضيف إليه عقار آخر يعرف بعقار تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمين Imipramine وهذا دواء رخيص الثمن وجرعة التفرانيل هي (25) مليجرام ليلاً استمر عليها لمدة عام وثم بعد ذلك يتوقف عن تناولها الدواء، هذه الأدوية ليس لها آثار جانبية، التفرانيل فقط ربما يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، لكن هذا الأثر الجانبي سوف يختفي إن شاء الله تعالى.

لا توجد أعشاب معينة يمكن استخدامها لعلاج التأتأة، هنالك من جرب دواء يعرف عشبة القديس جون أو عشبة القلب، ويسمى في مصر ـ بصفا موت ـ هنالك من جربه وهو دواء مزيل للقلق والتوتر، وحقيقة فوائد ونتائج العلاج عن طريق ـ الصفا موت ـ متضاربة، لذا لا أوصي به كثيراً، وأعتقد أن التفرانيل والفلوناكسول إن شاء الله تعالى سوف يفيده.

بارك الله وجزاك الله، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً