الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب والوساوس، وما تسببه من أعراض عضوية.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تعب نفسي، وقد مررت بأطباء كثر، وأخيراً ذهبت لدكتور نفسي، وأنا متابع بالأدوية، ولكن عندي سبب للمرض الأول، ذهبت لطبيب باطني، ووصف لي أدوية، وكانت أدوية خاطئة، ومن حينها بدأت أتعب، وتفكيري زاد جداً، حتى العقل الباطن شحن أكثر من اللازم، وسألت الطبيب النفسي فقال: إن لدي اكتئاباً ووساوس، وأنا متابع معه بالعلاج.

أرجو معرفة إن كان هذا المرض سيزول أم لا، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك لم توضح كل تفاصيل حالتك، ولكن الذي استطعت أن أستنتجه وأستنبطه مما وصفته، هو أنك تعاني من حالة نفسية، وهذه الحالة النفسية ربما تكون أدت إلى أعراض جسدية هي التي جعلتك تذهب إلى الطبيب الباطني، والكثير من الحالات النفسية -خاصة القلق النفسي- تؤدي إلى ظهور الكثير من الأعراض الجسدية، مثل آلام القولون العصبي، والانقباضات في عضلات الصدر والرأس والبطن، وحتى الاكتئاب النفسي قد يؤدي إلى ضعف في الشهية في الطعام، ونقص في الوزن، واضطراب في النوم، إذن فالأعراض العضوية هي مكون رئيس جدّاً للكثير من الحالات النفسية.

أنت ذكرت أن الطبيب ذكر أن حالتك هي اكتئاب وسواسي، وأقول لك: إن الاكتئاب الوسواسي مرض شائع جدّاً، ويمكن علاجه بكل نجاح بإذن الله تعالى، وعوامل النجاح الضرورية التي يجب أن تلتزم بها هي أن تتناول الدواء حسب ما وصفه لك الطبيب، وأن تكون منتظماً فيه، وأن تلتزم بالجرعة، وأن تلتزم أيضاً -وبكل صرامة- بمدة العلاج، هذا مهم جدّاً.

هنالك آليات علاجية أخرى نعتبرها ذات فائدة كبيرة، منها: أن تمارس الرياضة، أن تتخلص من الأفكار الوسواسية والاكتئابية السلبية، وذلك بأن تستبدلها بأفكار مغايرة لها، أن يكون لك تواصل اجتماعي جيد، أن تكون حريصاً على صلاتك في وقتها، وأن تحاول دائماً أن تكون في صحبة الطيبين والخيرين، وأن تشعر بقيمتك الذاتية، أن تصل أرحامك، أن تجتهد في عملك وشئون أسرتك، هذه كلها علاجات جيدة.

يجب أن لا ننتظر حتى يشعر الإنسان بأنه يستطيع أن يؤدي كل شيء، بعد ذلك يقول: أنا شُفيت ويمكنني الآن أن أعمل، لا.. هذا ليس بالمنطق الصحيح، المنطق الصحيح هو أن تعقد نيتك على إنجاز كل أمورك الحياتية والدينية، وأن تجتهد وتكافح في ذلك، وهذا أكبر عامل لهزيمة الاكتئاب، أن يبدأ الإنسان بأن يفعل، وأن ينفذ، وأن يكون إيجابياً، ولكن التراخي والتكاسل واتباع المزاج الاكتئابي الذي لا يدعوك أبداً لأن تكون فاعلاً أو منتجاً، هذا بالطبع يؤدي إلى المزيد من الإحباط.

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأنا -إن شاء الله- متفاءل جدّاً، وأقول لك: إن هذا المرض سوف يزول -بإذن الله تعالى-، فقط عليك باتباع الإرشاد السابق، وبالطبع عليك أيضاً بالدعاء؛ أن تسأل الله تعالى أن ينعم عليك بنعمة الصحة والعافية، وأن يديمها عليك.

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً