الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي بعد عملية في القلب أصبح يتوهم وجود أحد يتحدث معه

السؤال

والدي عمره 71 عاماً، ومنذ 20 عاماً قام بعمل عملية قلب مفتوح ( تغيير ثلاثة شرايين ) والحالة الصحية متقلبة أحياناً، ونقوم بالتردد على طبيب القلب باستمرار، ولكن منذ فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر، حدثت له أزمة في الصدر والقلب، وقمنا بعمل موجات صوتية حسب طلب الطبيب، وتبين ضعف عضلة القلب ( 30 %) كفاءة، وتم حجزه بمعهد القلب القومي، وتم خروجنا بعد استقرار الحالة لحد ما.

منذ حوالي أسبوعين حدث تطور آخر للحالة، وهو شعوره بوجود أحد بجواره، ويقوم بالتحدث معه، ووجود أشياء داخل الغرفة، مثل: ( أطفال /أشباح / فئران / صراصير)، واتهامه بأن أحداً عمل له سحرا، بالله عليكم أفيدونا ما هو الحل؟ وإلى من - بعد الله سبحانه وتعالى - نتوجه؟

شكرا على سعة الصدر، ووفقكم الله لما فيه الخير للأمة الإسلامية، وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على الاهتمام بأمر والدك، ونسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء.

من الواضح أن الوالد يعاني من ضعف في عضلة القلب، وهذا يقلل من كفاءة القلب، ولكن - إن شاء الله تعالى - بالأدوية التي يصفها لك الأطباء سوف تكون حالته على استقرار.

بالنسبة للتغيرات التي حصلت الآن، وهو شعوره بوجود أحد بجواره، وأنه يقوم بمخاطبة هذا الشخص، كما أنه يعاني من الارتياب، والظنان، والشكوك، هذه حالة نفسية ذهانية عقلية معروفة تسمى بالاضطراب الاجتهادي أو الظناني أو الباروني، وهي عبارة عن حالة تظهر فيها أعراض الشكوك والظنان والهلاوس السماعية أو الهلاوس النظرية، والصورة التي أعطيتها هي صورة مثالية جداً لهذا المرض، وهذا المرض نشاهده لدى كبار السن في بعض الأحيان، خاصة عند الذين لديهم تصلب في الشريان وضعف في الدورة الدموية.

العلاج في حالة والدك هو علاج دوائي، الذي أنصح به هو أن تذهب به إلى الطبيب النفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بوصف العلاج اللازم له، ولابد أن يعطى الدواء الذي لا يعارض مع أدوية القلب، ولابد من مراعاة حالته الصحية العامة، خاصة فيما يخص عضلة القلب، ومن هنا أطمئنك تماماً بأنه توجد أودية مضادة للذهان سليمة وطيبة، ومنها عقار يعرف باسم ابلفاي Abilify، واسمه العلمي هو ارييزازول Airpiprazole ، وعقار أخر يعرف باسم، زبراكسا Zyprexa ، واسمه العلمي اولانزبين Olanzapine ، وعقار ثالث يعرف باسم سليان Sloian ، واسمه العلمي امسلبرايد Amisulpride ، وعقار آخر يعرف باسم سوركويل Seroquel، واسمه العلمي هو كواتيبين Quetiapine.

كل هذه الأدوية تعتبر أدوية فاعلة ممتازة وسليمة، ولكن الاختيار في مثل حالة والدك يجب أن يكون بعد أن يقوم الطبيب بالفحص عليه، وتفحص الأدوية التي يتناولها، وأفضل أن يتم تواصل بين طبيب القلب الذي يشرف على حالة والدك، والطبيب النفسي الذي سوف يقوم بعلاجه.

من الأشياء المهمة أن يتم تجاهل هذه الأفكار الظنانية التي ذكرها الوالد، لا أقول يتم تجاهله التجاهل التام، ولكن لا ندخل معه في أي نوع من النقاش والجدال الذي قد يثبت لديه هذه الأفكار الظنانية، كل الذي يقال له لا تنزعج الأمور سوف تسير على خير وشيء من هذا القبيل، بمعنى أن نطمئنه دون أن نجادله أو نحاول أن نقنعه؛ لأن الإصرار على إقناعه فيما يعتريه من أفكار بارونية واضطهادية وظنانية، في دراسات كثيرة أشارت أن هذا المنهج ربما يزيد ويثبت الفكر الظناني الاضطهادي لديه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً