الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فاظفر بذات الدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقبل الله جهودكم، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
إخوتي الأعزاء، أنا مقبل على الزواج إن شاء الله، ولكني وقفت عاجزا عن الاختيار بين قريبتين لي، رغم معرفتي بهما، إلا أنني حتى الساعة لم أستطع الوصول إلى أي قرار، والوقت بدأ يضيق! مع العلم أنني أعيش في الغربة، وأمامي الإجازة وأريد أن أكمل فيها الزواج.

ولمساعدتي على الاختيار أعطيكم بعض المعلومات المهمة.

أ- فتاة هي الأقرب لي من ناحية المشاعر، والأصغر سناً، عمرها 20 سنة، مثقفة وتدرس في الجامعة، ولكن المشكلة في عائلتها! فهي عائلة غير منضبطة، أبوها وأمها منفصلين، إخوتها غير جادين في الحياة، وإن كانت هي تتمتع بشخصية قوية ومستقلة تماماً مثل والدتها التي تحترمني كثيراً، وأعرف فيها الكثير من الجميل من أيام الثانوية، يوم كنت أسكن معهم.

ب- فتاة أخرى ـ هي بنت خالتي التي تحبني جدا! ولكن لا أشعر بانجذابي الشديد نحوها، وإن كان يوجد الإعجاب، وهي أقل جمالاً من الأولى، وعمرها 23 سنة، لم تتمكن من مواصلة دراستها بعد الإعدادي، لكون عائلتها تسكن في الريف، وهي عائلة محترمة وملتزمة، وإخوتها كلهم يحفظون القرآن.

هذه الأخيرة اختارتها الوالدة، وكذلك كل الزملاء والزميلات يلمحون عليها، ومنهم من قالها لي صراحة بأنها الأنسب لي، ولكنني أشك في ذلك، فأنا أعيش منذ أربع سنوات في الغرب، وستستمر تلك الإقامة إن شاء الله للدراسة والعمل، وأخاف أن لا يكون هنالك انسجام بيننا.

لقد صليت صلاة الاستخارة مرات عدة، ولكن كلما فكرت بالزواج يأتي طيف الأولى حاضرا أمامي، لا أدري ما السبب؟!

ملاحظة ـ من ناحية مشاعرهن تجاهي فهي الإعجاب من حيث المبدأ، وذلك لكوني كنت متميزا من بين أفراد العائلة، لتفوقي الدراسي وكوني كذلك من أبناء الحركة الإسلامية ـ ولله الحمد ـ ومعذرة على الإطالة، ولا تنسونا من صالح الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخالة أم، وبنت الخالة تجمع بين القرابة ورضا الوالدة، ورضا الوالدة يوصل إلى رضوان الله، والأهم من كل هذا هو الدين وحفظ القرآن، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال (فاظفر بذات الدين) والفرق كبير بين بيئة فيها القرآن والوفاق وبين غيرها من البيئات، والفتاة تتأثر بإخوانها وأسرتها، حتى قال بعضهم: (لن أتزوج من امرأة حتى أرى ولدي منها! فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: أنظر إلى إخوانها وأخوالها).

ونحن لا نقصد بكلامنا التقليل من شأن الفتاة الأولى، ولكننا نتكلم على الأنسب لك والتي تعينك بإذن الله على الموازنة بين حق الوالدة وحقها كزوجة، فإن محبة الوالدة لها وميل المعارف إلى زواجك منها دليل على أنها الأنسب، وليس الجمال في المظهر فقط، ولكن الجمال الحقيقي المستمر هو جمال الأخلاق وطهارة المنشأة واستقرار النفس، كما أن بنت الريف إذا أعجبته تستطيع أن تصوغها بالكيفية التي تريدها، وكونها أقل تعليماً فليس هناك ما يمنع أن تقدمها في هذا المجال، وليست الشهادات شرطاً في شروط السعادة الزوجية، ونحن ننصحك في كل الأحوال رعاية المشاعر للأسرتين، ولا عبرة بما يأتيك من طيف للأولى بعد استخارتك؛ لأن ذلك الميل والموقف قد ارتسم قبل الاستخارة، بمعنى أنك تميل إلى الأولى من قبل الاستخارة، ونسأل الله أن يوفقك للثبات والسداد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، ونوصيك بتقوى الله في سرك وبحضور الأشهاد، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والبررة من الأولاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً