الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحفيز على دراسة الطب لمعاونة المرضى

السؤال

لدي سؤال حيرني كثيراً وأطلب المساعدة.
فمشكلتي هي أني أحلم بدخول كلية الطب ولكن الحظ لم يساعدني. كما أني لم أحصل على العلامة المناسبة لولوج هذا المجال، وحلم حياتي هو كلية الطب، والأسمى من ذلك هو حبي لمساعدة المرضى لدرجة أني إذا رأيت شخصاً يتألم ألوم نفسي على عدم اجتهادي لدخول الكلية.

أرجو أن تعطوني جواباً كافياً إذا كان بإمكاني إعادة المحاولة، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يحقق لك مقاصدك، وأن يستخدمك في طاعة ربك.

فبشرى لمن تحب مساعدة الناس، وهنيئاً لمن ملأ الله قلبها بالرحمة، (وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، وخير الناس أنفعهم للناس، ومن كانت في حاجة إخوانها وأخواتها كان الله في حاجتها، ومن يسرت على معسر يسر الله عليها، وأرجو أن تكون النية خالصة لله، فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، ولا يزال الإنسان بخير ما نوى الخير وعمل الخير.

لا شك أن تحقيق المطالب يحتاج إلى همه عالية، ولابد لمكثر الطرق للأبواب أن يلجا، فكرري المحاولات، واستعيني برب الأرض والسماوات، واجتهدي في بذل الأسباب ثم توكلي على الوهاب، واعلمي أن الصدق مع الله يفتح الأبواب، وأن طاعة الوالدين من عمل أولي الألباب، وافعلي الخير بصبر واحتساب، واستغفري لذنبك وتوبي إلى التواب.

ولا بأس من تكرار المحاولة، وأرجو أن يكون في حبك لهذه المهنة خير معين لك على النجاح، وحاولي تنظيم وقتك، واستحضري عقلك، وكوني مطيعة لربك، فإنها سبب لفوزك، واعلمي أن الخطيئة تنسي العلم، وأن المعصية تحرم صاحبها التوفيق والسعادة والرزق، وعليك بكثرة الدعاء، ومراقبة رب الأرض والسماء، واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل والشر، واحفظي بصرك، فإن حفظ البصر وسيلة إلى زكاء النفس وطهرها، وخير عون بعد – توفيق الله – على جمع أمرها، واستنارة فكرها.

وختاماً: نوصيك وأنفسنا بتقوى الله، التي هي وصيته سبحانه للأولين والآخرين، قال تعالى: (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ))[النساء:131]، وعمري قلبك بالإيمان، ولسانك بذكر الرحمن، ودارك بتلاوة القرآن، وقدمي الخير للوالدين والأقارب والجيران، وأكثري من الصلاة والسلام على المبعوث من عدنان.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً