الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كوابيس مزعجة تدور أحداثها في منزل الأهل.

السؤال

السلام عليكم.

سعادة الدكتور! أشكركم لأنكم دائماً تساعدونني.
لديّ مشكلة، وهي: أنني دائماً أعاني من كوابيس مزعجة، والمشكلة الأكبر أن أحداث الكوابيس تدور في منزل أهلي بمدينة الطائف، والذي تركوه منذ سنتين أو ثلاث، فمرة أحلم بمجموعة من الثعابين تحت سرير والدي، أو في دولابهم، ومرة أرى في الكابوس أن هناك سحراً تحت سريرنا أنا وأختي، وفي مرة حلمت أن زوجي تزوج عليّ في ذلك المنزل، مع أنه لم يدخل ذلك المنزل -في الحقيقة- سوى مرتين، وهكذا ولا تمر ليلتان أو ثلاث حتى أرى حلماً مزعجاً تدور أحداثه هناك، وهذا يؤثر على نفسيتي!
هل هذا مرض أم ماذا؟ أرجو المساعدة.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ MAHA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الكوابيس المزعجة تدل على وجود اضطراب في النوم، وكذلك ربما تكون إشارة إلى نوع من القلق أو التوتر الداخلي.

إذا نظرنا في محتوى الكوابيس التي وردت في رسالتك، سنجد أن الجانب الاجتماعي يلعب فيها دوراً كبيراً، فالكثير من المكونات لهذه الكوابيس خاصةً فيما يخص السحر، هي في الحقيقة من الموروثات التي يتحدث عنها الكثير من الناس في مجتمعاتنا.

أرى أنك لست مريضة، ولكن تحتاجين أولاً لإضعاف الاعتقاد بأن هنالك سحراً، كما أنه يجب أن لا تربطي كثيراً بين البيت الذي تدور فيه أو حوله هذه الكوابيس، وبين وضعك الحالي، وربما يكون هنالك شيء في العقل الباطني يرتبط بمنزل الأهل، ولكن حتى الأمور الموجودة في العقل الباطني عن طريق عدم الاهتمام بها وتجاهلها يمكن أن تتحول إلى حالةٍ من السكون والخمول التام، بحيث أنها لا تأتي إلى وعي الإنسان في أثناء النوم حتى لا تزعجه.

سيكون من المفيد لك جداً أن تتجنبي تناول العشاء في وقت متأخر؛ حيث أن طعام العشاء حين يكون متأخراً، أو حين يكون دسماً يؤدي إلى حدوث الكوابيس والأحلام المزعجة، كما هو مؤكد من الملاحظة والتجارب العلمية، ولا شك أن تجنب النوم في النهار أيضاً سوف يقلل من هذه الكوابيس.

سيكون أيضاً من المفيد لك الحرص دائماً على أذكار النوم، فهي -إن شاء الله- فيها خير كثير، وهي مبعث للطمأنينة والسكينة، والنوم الهادئ الخالي من الأحلام المزعجة، وسيكون أيضاً من الجميل أن تتخيلي هذه الأحلام أو الكوابيس في صياغات أخرى، بمعنى أن تستبدلي محتواها بأفكارٍ أخرى مضادة لها، فعلى سبيل المثال حين حلمت بالثعابين التي تحت سرير والدك يمكن أن تتصوري أنكم قد قمتم بشراء سيارة جديدة، وحين أتت الفكرة أن زوجك قد تزوج يمكن أن تستبدلي هذه الفكرة بأن الله تعالى سوف يرزقكما بمولودة تكون إن شاء الله ذات مستقبل باهر ...وهكذا.
حيث أن استبدال محتوى الأحلام بأفكار أخرى يساعد أيضاً على اختفائها وعلى الطمأنينة إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً