الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
تعرفت خلال الفترة الجامعية على فتاة وكان هدفي أن أرتبط بها، واتفقنا على هذا، وتعرفت على أخواتها المتزوجات وعرفتها على أهلي، خرجت بعدها إلى بريطانيا لأكمل دراسة الماجستير ورجعت إلى بلدي في هذا الشهر لأرتبط بها؛ فاكتشفت أنها لا تريدني أتقدم!

علماً أن وضعنا ميسور ـ والحمد لله ـ وإني إنسان ملتزم ـ الحمد لله ـ وعندما علمت أنها خدعتني خلال سفري وأنها أنهت كل شيء من جانبها، واكتشفت أنها كذبت علي في أكثر من موضع كلمت أخواتها أني أنهيت كل شيء، ولكن هل من الأفضل أن أكلم والدها (يعلم اسمي فقط وأني أريد ابنته) وأفهمه وضع ابنته وأني لم أتلاعب بها؟ علماً أني لا أريدها، أم أقول: حسبي الله ونعم الوكيل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نضال قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإنه لا خير في ودٍ يجيء تكلفاً، والنساء غيرها كثير، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وليس من الضروري أن تخبر والدها طالما أن المعرفة سطحية، والله أعلم بنيتك، واحمد الله الذي لم يجعل الخلل والإشكال من جانبك ((فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ))[الفتح:10].

وأرجو أن تجتهد في البحث عن الفتاة الصالحة، فإن الجمال عمره محدود والنسب قد يكون سبباً في الطغيان، وكذلك المال، ولكن الجمال الحقيقي هو جمال الدين والخلق (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

وأرجو أن تكون فترة الخطبة قصيرة، واعلم أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وإذا وجدت الفتاة المناسبة فاطلب رؤيتها واحرص على طلب يدها من أهلها، وابدأ حياتك بالطاعة لله.

والصواب كذلك أن تحفظ أسرار تلك الفتاة وتكف لسانك عن الخوض في عرضها أو التنقيص من قدرها فكل شيء بقضاء وقدر ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ))[النساء:130]، واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
سدد الله خطاك وبلغك منازل رضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً