الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة طالبة جامعية من تقلب المزاج والتردد وفقدان الدافعية

السؤال

أرجو من المسؤولين عن هذا القسم أن يلقوا نظرة على هذه الرسالة الاستشارية التي سأكتبها، أما بعد:

فأنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا) طالبة في المرحلة الجامعية، ومن أسرة ملتزمة -ولله الحمد-، ومشكلتي هي أني متقلبة، فعندما أقرأ وأسمع شيئاً مفيداً أحاول أن أطبقه ولكن سرعان ما ينتابني الخمول والكسل وأتراجع عن القرار مثلاً: أنا متعودة النوم عندما أعود من الجامعة ويسبب لي هذا النوم الكثير من الألم في جسمي وضياع الوقت حيث لا أستيقظ من نومي إلا بعد ثلاث ساعات، وبعد كثير من محاولات الأهل معي! وقد أقرر وأنا في الجامعة أنني لن أنام اليوم، وإذا عدت إلى البيت، فإنني لن أنام ولكن مع ذلك أنام وتتكرر نفس المشاكل، وهكذا!

وفي بعض الأحيان أحاول أن أضع برنامجاً يومياً وأن أستمر معه ولكن بعد أيام أتجاهل الجدول وما فيه! وهذه الفوضى تسبب لي إخفاقات كثيرة في حياتي؛ فأرجو أن تجدوا لي حلاً لهذه التقلبات أو الفوضى التي أنا فيها لأنني مللت منها، وأريد أن تنتطم حياتي وأن أتفوق في الدراسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عايدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تقلب المزاج، والتردد، وفقدان الدافعية، تُعتبر من اضطرابات الشخصية والمزاج التي تحدث للكثيرين، خاصةً في مراحل التكوين البايولوجي والنفسي، كما أن مثل هذه الأعراض كثيراً ما تكون تعبيراً عن درجةٍ بسيطة من الاكتئاب النفسي.

يتمثل العلاج في أن تحددي أهدافك، وهي في هذه المرحلة الحصول على الدرجة الجامعية التي تشرفك وأسرتك الكريمة، وبعد أن يحدد الإنسان هدفه يبحث في آليات التنفيذ، وهي واضحة جداً في حالتك، أي تنظيم الوقت، وتوجيه الإرادة عن ذات الهدف، وعدم مساومة النفس واتباعها فيما هو سلبي.

لقد وُجد أن للإنسان مركزاً في مخه يُعرف بمركز الدافعية، وهو مثل المراكز الحسية والعاطفية الأخرى التي تحدد مسار الإنسان، والشيء الذي ينشّط مركز الدافعية هو الإصرار، وعدم مساومة النفس في التخلي عما يريد أن يصبو إليه الإنسان.

من المستحسن أيضاً أن أصف لك علاجاً محسناً للمزاج، ويقلل من التكاسل والتردد، وهذا الدواء يُعرف باسم بروزاك، وجرعته العلاجية في مثل حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم، أرجو المداومة عليها لمدة ستة أشهر، علماً بأن هذا الدواء وبفضل من الله سليم وفعّال، ويؤدي إلى نتائج إيجابية في معظم الحالات.

الشيء الآخر الذي أرجو أن تحرصي عليه ممارسة الرياضة أياً كان نوعها؛ فقد وُجد أنها مُزيلة للكسل، وتحسّن المزاج، وترفع من الكفاءة النفسية.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً