الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل انعدم الطموح عند الشباب سببه انعدام حرية التعلم؟

السؤال

كثير من الشباب والشابات ليس له أي آمال أو طموح في أن يصل في يوم من الأيام إلى درجة عالية في العلم؛ لكونه لا يملك الحرية الكاملة في التعلم!

وشكراً، السبب هو: 11 Sep.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الإنسان حيث يضع نفسه، والمسلم لا يقطع الأمل في الله الذي بيده ملكوت كل شيء، بل الواجب عليه أن يحسن الظن بالله، ويرغب في العلو والرفعة شريطة أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على العزيز الوهاب.

والمسلم لا ييأس؛ لأنه يعرف أن الله قادر فعال لما يريد، وقد قال سبحانه: ((وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ الله)) [يوسف:87] أمرهم أن لا ييأسوا من روح الله أي لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يقصدونه، فإنه لا يقطع الرجاء ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

والإنسان لا يعرف مصائر الأمور وعواقبها ولذلك قد تدفعه العجلة والإشفاق إلى الإحباط واليأس، كما أن ضعف الإيمان وفراغ الروح من معاني اليقين بالله يسبب اليأس والقنوط، والتقصير في فهم مسألة القضاء والقدر يجعل الإنسان عرضة للضعف والضجر، والمؤمن الحق يردد في يقين: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)) [التوبة:51]، وأرجو أن لا تزن الأمور بالمقاييس المادية وحدها، وإذا ضخم الشيطان في أعيننا قدرة البشر فعلينا أن نتذكر عظمة خالق البشر الذي يقول في كتابه: ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ)) [يونس:107].

والصواب أن يراجع المسلم إيمانه ويجتهد في بذل الأسباب ويحرص على أن يفتح لنفسه أبوابا جديدة، فإنه لا يغلق على الإنسان باب إلا وفتح الله له أبوابا، (وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

والإنسان له قدرة على التكيف مع شتى الظروف ويتفاعل مع المتغيرات الجديدة، ولا أظن أن كل الأبواب قد أوصدت، ولن يستمر الوضع على هذه الحالة، والحاجة هي أم الاختراع فلا تتوقفوا عن طلب العلم النافع، ولا تقصروا في المسارعة في العمل الصالح، فإن التغير يصيب المياه الراكدة، والسيل في جريانه يحول مجراه عندما تعترضه الصخور.

وأرجو أن تنصح لنفسك ولإخوانك بضرورة الحرص على العودة إلى ديار الإسلام في أقصر وقت، فلا مصلحة في إطالة المكث في ديار القوم، ولا شك أن البلاد الأجنبية استفادت من الكفاءات التي هاجرت إليها، وأرجو أن نسأل أنفسنا متى ستتقدم بلادنا إذا لم نصبر على الصعوبات، ونجتهد في تطويرها ولو أننا عملنا في بلادنا بنفس الجدية والانضباط الذي نعمل به لتقدمنا قبل غيرنا، وإذا كانت هناك صعوبات فلا شك أن هناك أبوابا واسعة مفتوحة تنتظر المبدعين ليقدموا المفيد لبلادهم وأهليهم.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً