الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد فتاة في القبول بخطبة ابن خالها وخوفها أن يذهب إلى غيرها إن هي ماطلت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدون مقدمات، أنا في حيرة شديدة! مشكلتي تتلخص في الآتي:

أنا ابن خالي يحبني حباً جنونياً، وقد عرض علي الخطوبة وأنا رفضت؛ لأنني لا أريد أن أخطب وأنا صغيرة، وغير ذلك أنني لم أكن متأكدة إن كنت أحبه أم لا! ولكن الذي حدث أننا ابتعدنا لمدة 3 أشهر، وأرسل إلي رسالة بالإيميل يخبرني فيها بأنه أحب جارته، وسوف يخطبها، وجدت نفسي حائرة ونادمة وحزينة؛ فقررت الاعتذار إليه، وبالفعل حدثته وأخبرته أني أحبه، وأريد أن يأتي لخطبتي، وكانت المفاجأة أنه وافق، وتعلق بي أكثر من الأول، ولكني الآن لا أعرف ماذا يحدث بداخلي! فأنا حائرة، صليت لله استخارة ولكنني خائفة.

أشعر أحياناً بالندم لعودتي إليه، وأشعر بالخوف والحسرة عندما أتذكر أنه ممكن أن يأتي يوم ويخطب امرأة ثانية، ولكني الآن في صراع بداخلي، فأنا أرحمه، وأخاف أن أظلمه، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أبتعد عنه، ولا أحبه، ويحس أحياناً أني أتصنع حبه، وهو قد قرر أن يحدث أهلي عن الخطوبة.

مع العلم أنه يبلغ من العمر 18 سنة ونصف، وأهله يعرفون الموضوع، ويوافقون على خطبتنا الآن، وأنا قررت في نفسي أن أوافق على الخطوبة، وأحاول أن أتقرب إليه، وأفتح له قلبي، فإن أراد الله فسوف يجمعنا على خير وطاعة، وإن لم يكن خير، فبإرادة الله سبحانه وتعالى، سوف يبعدنا.

فهل ما سأفعله صحيحاً؟ وعن ماذا ناتج شعوري بعدم الطمأنينة والخوف في حالة البعد والقرب؟ أعينوني أرجوكم! فأنا أحياناً أتمنى أن أموت لأريحه وأريح نفسي من حيرتي، وخصوصاً أنني أنا التي حدثته ليعود إلي؛ فلا أستطيع أن أرجع في كلامي!

مع العلم أن أهلي يحبونه، وأهله يحبونني، وهو ابن خالي، وأهلي متمسكون به، ويرونه إنساناً جيداً، ويشجعونني على الخطوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Super حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وأرجو أن توافقي على هذا الخاطب، ولكن من الضروري أن تصبح هذه العلاقات رسمية ومعلنة، وليست عن طريق (الإيميل) أو الهاتف، والإسلام دين يهتم بالعلاقات المحكومة بآدابه وضوابطه، وكل مخالفة لأحكام الإسلام ندفع ثمنها غالياً (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].

والصواب هو أن يسارع ابن الخال بالتقدم رسمياً، ويأتي البيوت من أبوابها، ويجتهد في تجهيز نفسه ليكمل مراسيم الزواج، ولابد أن نذكركم بأن الخطبة هي مجرد وعد بالنكاح، ولا تبيح للرجل أن يتوسع في علاقته مع المرأة ويخلو بها؛ لأن الشيطان هو الثالث.

ولا شك أن هذا الشاب لابد أن يتزوج بك أو بغيرك، ولا عبرة بتضارب المشاعر، وحسم هذا الموضوع بيدك أنت، وسوف يساعدك على ذلك موافقة أهلك على هذا الخاطب الذي هو من الأسرة أيضاً، فاجتهدي في ذكر الله وطاعته، واشغلي نفسك بالأمور النافعة، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه، فوافقي عليه، ولكن مع المحافظة على حياؤك وعفتك.

والإسلام دينٌ يُكرم المرأة، ويفضل أن تكون مطلوبة لا طالبة، وليس صحيحاً أن تقدم الفتاة تنازلات من أجل إرضاء الخاطب ولا غيره.

والإنسان لا ينال الطمأنينة والسعادة إلا بذكر الله وطاعته، والرضا بقضائه وقدره، والتسليم لأمره سبحانه.

نسأل الله أن يجمعكما على خير.
والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً