الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفريق الزوج بين زوجتيه في المعاملة والميل

السؤال

أرجو من الله أن يسامحني في التحدث عن الغائب، ولكن لأخذ النصح والإرشاد سوف أوضح بعض النقاط التي أراها مهمة بشكلٍ مختصر جداً.

أنا زوجة ثانية أحظى بقدر من الجمال والعلم والأدب والرقة والحنان والالتزام بالدين ولله الحمد، زوجي الذي يكبرني باثنتي عشرة سنة متزوج منذ عشرين سنة من زوجته الأولى، التي تكبره بعدد من السنين، وهناك فارق بيني وبينها في العمر، والشكل، والعلم، وفي طريقة معاملة زوجي: فأنا لا أبالغ، أحترمه جداً، ولا أرفع صوتي أمامه، وأحترمه وأعامله معاملة ترضي الله، وبالرغم من معاملتها القاسية له أحياناً؛ إلا أن مشكلتي في أن زوجي متعلقٌ بزوجته الأولى جداً، وبالرغم من ظروفي الصعبة: فأنا فاقدة للأبوين، وبرغم جمالي وأدبي وحناني الذي أغدقه عليه وحبي الكبير له؛ إلا أنه يفرق بيني وبينها.

أنا لا مانع عندي من أن يعاملها بالحسنى، وبما يرضي الله، إلا أنه يبالغ في التفريق بيننا، وفي تذكرها في كل مناسبة، وفي اقتناء ما يلزمها وما لا يلزمها، وعند وجوده معي يفكر فيها وفي أنها الآن بمفردها، ولا يرتاح إلا عندما يصل إليها؛ فتتغير نبرة صوته، ويسعد.

أرجو النصح والإرشاد، بالرغم من أني لم أبالغ في كل ما قلت، بل أنا عاجزة عن كتابة كل شيء.

والله يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، ولله الحمد على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله ورعاها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يحفظ عليك نعمة الإسلام والجمال والأدب والأخلاق، وأن يوسع صدرك، وأن يرزقك الحلم والرفق، والأناة، والصفح الجميل!

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن الأمور مازالت بالنسبة لك في بدايتها، وأن الأحوال سوف تتحسن مع الأيام؛ خاصةً وأنك تتمتعين بصفات وميزات ليست في الزوجة الأولى، وأن النفوس البشرية تميل بطبيعتها إلى الجمال، والهدوء، والإحسان، والاحترام، والتقدير، وهذه أسلحة تلين الحديد، لو أُحسن استغلالها، فمازالت أمامك فرصةٌ كبيرةٌ لتحقيق مكانةٍ أعظم وأكبر في قلب زوجك، وفرصتك ذهبيةٌ، خاصةً وأنك على دين وخلق وحسن تعامل، وتحبين الله ورسوله، وهذه صفات لا يُغلب صاحبُها بحالٍ من الأحوال.

أما عن تعلق زوجك بزوجته الأولى، فهذا شيء طبيعي جدا؛ نتيجةَ العشرة الطويلة التي وصلت إلى عشرين عاماً؛ فلا تنزعجي من هذا؛ لأنه طبيعيٌ ما بين الإنسان والحيوان، فما بالك بالإنسان مع الإنسان! إن طول العشرة يؤدي إلى الألفة، حتى ولو مع بعض التجاوزات، فلا تشغلي بالك بهذه المسألة؛ لأنها في جميع الرجال والنساء، فالمرأة لا تنسى أبداً زوجها الأول، حتى ولو تزوجت أعظم الرجال بعد ذلك؛ لأن هذه أمور فطرية، وكذلك الرجل لا ينسى المرأة التي بدأت معه مشوار الحياة من أوله، فهي رفيقة دربه، وشقيقة عمره، حتى وإن كانت ليست بذاك المستوى، فأرجو ألا تركزي على هذه النقطة؛ لأنها قد تؤذي نفسك كثيراً، وأتمنى لو أنك وضعت نفسك مكانها، فيا ترى، ماذا سيكون شعورك حينذاك!؟ خذي الأمور ببساطة، وركزي على دورك، واستغلي صفاتك ومميزاتك، واجتهدي في حسن العشرة، والمعاملة الجميلة الراقية، وأكثري من الدعاء لك وللجميع بالخير والسعادة، وعما قريبٍ سترزقين بمن يملأ عليك حياتك فرحة وبهجة وسعادة؛ وتنسين معه هموم الدنيا ومآسيها، فتوكلي على الله، وأدي دورك بأمانة، وستكونين من السعداء، وجربي، فأنت الحكم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً