الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفر من ابنتي دون سبب!!

السؤال

السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة، والله يعلم كم تضايقني نفسياً، ويعلم سبحانه وتعالى كم أبكي من أجلها، أنا أم حنونة جداً على أولادي، والحمد لله ملتزمة، وأعمل بجد لإرضاء وجهه الكريم، ولدي ابنة عمرها 12 سنة، لا أعرف لماذا أنفر منها؟ مع أنني أجاهد نفسي لئلا أظهر لها ذلك النفور، وأتساءل في نفسي لماذا أنفر من ابنتي مع أنها وديعة جداً وحنونة، وملتزمة، وتساعدني!

كم أحترق في داخلي عندما تأتي بجانبي وتضع رأسها على كتفي لتستمد الحنان مني الذي أبديه لها لكنني في داخلي أنفر منها.

أكاد أفقد صوابي من نفسي، لماذا أنفر من ابنتي؟ وجميع من يعرفني يشهد لي بقمة حناني وعطفي وحرصي على أولادي، هذا النفور يحطمني -والله-، وأثناء ما أنا أكتب لكم أذرف دموعي، لأنني أشفق على ابنتي من هذا النفور الذي بداخلي تجاهها، مع أن الجميع يحبها، ويحب فيها أدبها ووداعتها.

أرجو من الله ثم منكم أن تبذلوا جهودكم لنصحي فيما أعاني، وهذه أول مرة في حياتي أفصح لأحد عن معاناتي هذه مع ابنتي، خوفاً من أن يصل إليها الكلام وتجرح ويؤثر عليها وعلى نفسيتها.

أسأل الله عز وجل أن يهديكم ويسددكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة  المؤملة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد.

الأخت الفاضلة: نشكرك على رسالتك، وإفصاحك بمشاعرك حيال بنتك، وأحب أن أؤكد لك أن مثل هذه المشاعر السلبية تحدث أحياناً بين الأم وبنتها؛ ويرى بعض علماء النفس التحليليين أن مرد ذلك هو ميل البنت لأبيها داخلياً، وميل الولد لأمه داخلياً، حيث إن هذا الوضع يشعر الطرفين بالاطمئنان في العقل الباطني، ولكن الكثير لا يتفق مع هذه النظرية.

وفي بعض الحالات يكون هنالك سلوك سلبي قامت به البنت في صغرها، والتصق بعقل الأم؛ ولم تستطع التخلص منه حتى وإن كانت لا تذكره، وربما يكون حدث شيء من قبيل ذلك بينك وبين ابنتك، كما يرى آخرون أن إهمالك نوع من الغيرة تنشأ بين الأم وبنتها، والتفسير النفسي اللاشعوري أن ذلك يرجع لخوف الأم أن تلعب البنت دورها أو تأخذ مكانها.

لابد أن تكوني عمليةً وواقعيةً في مواجهة مشاعرك السلبية حيال ابنتك، فأنت محتاجة إلى حوار جاد مع ذاتك، يمكن من خلاله استبدال هذه المشاعر السلبية بأخرى إيجابية، وعليك أن تتجنبي إيقاع أي عقاب عاطفي على ابنتك، وربما يساعدك أن تجعلي ابنتك تشاركك في أعمال المنزل وقرارات الأسرة؛ فهذا سوف يشعرك ويشعر ابنتك بالدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به هذه الابنة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً