الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لقاطعة رحمها الراغبة في بر والدها وإجابة دعوتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي باختصار:

هل تستجاب دعواتي وأنا قاطعة لصلة رحمي وغير بارة بأبي العاجز المريض، وأوقع بين إخوتي وأبي كل الصفات السيئة التي في الناس من غيبة ونميمة؟

ورطت نفسي في شراء أكثر من شيء فوق طاقتي المالية، وأعلم جيداً أن الاستغفار يزيد المال، هذا كلام الله الحق، ولكن هل مثلي تستجاب دعواتهم؟

والله نفسي أن أكون إنسانة صالحة وأجتهد، دلوني على طريق الخير.

لي ثلاثة أسئلة:

1- ماذا أفعل لأصلح من نفسي وأصالح أهلي مع أنهم كلهم يكرهونني، وأبي أيضاً جداً، ومهما أحاول أتقرب ينفرونني؟

2- ادعوا لي أن الله يسامحني ويبارك في ذريتي ويهديهم ويجعلهم يحبون بعضهم.

3- أيضاً أن يعينني سبحانه على سداد الالتزامات التي فوق طاقتي ولا يستطيع في الدنيا أحد إلا الله على معونتي في سدادها.

دعواتكم لي ولأولادي بالهداية، مع العلم أن ديوني هي التي ذكّرتني أني سيئة جداً عندما بدأت أدعو، هل ممكن أن تستجاب دعواتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أختي السائلة، جزاكِ الله خيراً على حرصك على الإصلاح، وهذا في حد ذاته تؤجرين عليه إن شاء الله تعالى، وإليك هذه النقاط:

1- إصلاح العلاقة أولاً مع الله تعالى بحيث تقتربين منه وتبتعدين عما تمليه عليك نفسك من الغيبه والنميمة والإسراف؛ لأن هذه النفس إن ملكتها نجوتِ وإن ملكتكِ أهلكتك.

2- أما حديثكِ عن الضيف الذي سيرحل عنكم ولابد، والذي هو والدك العاجز المريض، وكأنك تتحدثين عن نفسكِ عندما كنت طفلة لا حول لكِ ولا قوة، وكان منه الاهتمام والعناية والحب والدعاء، فيا أختي الفاضلة، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فلا تتأخري عن هذا الضيف، اذهبي الآن وقبلي رجله قبل رأسه ليرضى عنكِ، وهو الذي سيدعو لكِ وهو الذي دعاؤه مستجاب -بإذن الله تعالى-.

3- لا تجعلي أحداً بينك وبين أبيك، فهو جنتكِ، اجعليه بمثابة الكعبة الشريفة، طوفي حوله واقتربي منه وقبّلي الحجر الأسود، قومي على خدمته بكل حب، قدمي له حوائجه قبل أن يطلبها، بعدها ستجدين قلوب أهلك وأقاربكِ تميل تجاهك؛ لأن القلوب بيد الله -عز وجل-، ولا تجعلي حب الناس هدفاً لكِ، المهم أن يرضى عنك الله ثم والدك.

4- أما عن ذريتك فنرجع أيضاً للوالد ونذكركِ بحديث المربي الحبيب صلى الله عليه وسلم: (برّوا آباءكم تبركم أبناؤكم) فهو دين تردينه وفي رده إقراض لأبنائك.

أسأل الله لكِ التوفيق في بر أبيك، فمنه الفتح والتوفيق -إن شاء الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً