الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس متعلقة بالأوساخ والحشرات

السؤال

ابني يبلغ من العمر 10 سنوات، وكلما أحضرت له الطعام يسألني: هل تم غسيل الملعقة، والطبق الآن، وينظر إلى المكان الذي يجلس عليه ويدقق النظر هل هناك أي حشرة مرت على الكرسي، وأن وجد مرة نملة لا يجلس على الكرسي مرة أخرى أبداً، وأثناء تجهيز الطعام إن وجد ذبابة بالمكان لا يأكل أبداً، وأنا لا أعرف كيف التعامل معه، وأخاف عليه من سخرية الأصدقاء عندما يعلمون بحالته؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت الفاضلة /                  حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد

المسلك الذي ينتهجه ابنك يدل على أنه قد مر بظرف أو حادثة أدت إلى أن يتكون لديه مخاوف ووساوس قهرية متعلقة بالخوف من الأوساخ والحشرات.

والوساوس القهرية تحدث في المراحل العمرية المختلفة، وتكون عند الأطفال غير معقدة ومباشرة في أغلب الأحيان؛ كما هو الحال بالنسبة لابنك.

القاعدة المتفق عليها لدى علماء الصحة النفسية السلوكية أن كل سلوك مكتسب أو متعلم يمكن أن يفقد أو يختفي بالتعرض لمصدر الوسواس دون التجنب والهروب من الموقف.

وعليه بالنسبة لطفلك يجب أن تشرحي له بلغة مبسطة أن النظافة أمر مطلوب؛ ولكن في حالته هذه مخاوف يمكنه التغلب عليها، وعليك مساعدته بأن تكوني أنت القدوة له وتضعي حشرة مثلاً على الكرسي، وبعد فترة تزيلي هذه الحشرة وتجلسي على الكرسي دون أن تنظفي المكان الذي كانت عليه الحشرة، ويكرر هذا الموقف عشرة مرات متتالية صباحاً ومساء؛ كما أنه يمكن أن تجعليه يشاهد أطباق تناول الطعام وهي متسخة، ثم تغسليها غسلاً خفيفاً قبل أن تضعي عليها الطعام ثم تأكلين معه ويكرر هذا المشهد عدة مرات.

ومن الأشياء التي يمكن أن تساعده أيضاً أن تلوثي يداه ببعض الأوساخ ثم تمنعيه من غسل يديه إلا بعد مرور عشرة دقائق مع تحديد كمية ماء بسيطة له في كوب ليغسل بها يداه وليس من صنبور المياه.

هذه العلاجات السلوكية البسيطة تعتبر ناجعة، وفعالة جداً لعلاج وساوس ومخاوف الأوساخ التي يعاني منها طفلك؛ ولكن تتطلب الصبر والتكرار وإعطاءها الوقت الكافي؛ وفي البداية ربما يظهر قلق أو مخاوف ومقاومة وهروب من جانب ابنك لكن سرعان ما تختفي هذه المشاعر والإستجابات السلبية.

ومن الضروري أن يشجع ابنك أيضاً على بناء شخصيته، والاعتماد على نفسه، وإشعاره بأنه عضو فاعل في الأسرة، فهذا سوف يكسبه الثقة بنفسه، ويقلل من الوساوس لديه.

هنالك علاجات دوائية للوساوس، ولكن لا ننصح بتناولها قبل سن الثانية عشرة.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً