الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل زوجي يبيتون في منزلي رغم أن لهم منزلاً مستقلاً!

السؤال

هل يجوز لأخي الزوج أن ينام في غرفة نوم زوجة أخيه في حال غياب زوجة أخيه وزوجها؟ وهل يجوز لأهل الزوج أن يقعدوا في شقة الزوجة في حال غياب أو عدم غياب الزوج والزوجة؟ علماً أن لديهم منزلاً آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

غرفة النوم لا شك أن لها شأناً خاصاً، فهي خدر المرأة، ومكان خصوصيتها، وفيها تخلع ثيابها، بل أخص ثيابها، وفيها أدوات تجملها وزينتها، وما يتعلق بأمور العشرة بين الزوجين، وما ذكرناه كله لا ينبغي لأحد أن يطلع عليه إلا الزوج.

عليه فالأصل أن تكون غرفة النوم حصراً للزوجين، ولكن قد توجد ظروف معينة تقتضي بالسماح للغير أن يدخلوا، أو يبيتوا في البيت، أو أن يستخدموا الغرفة، لأسباب اضطرتهم إلى ذلك، ففي هذه الحالة يجوز المبيت، ولكن بشروط:
1- أن تكون هناك حاجة دافعة لذلك.
2- أن يكون ذلك بإذن الزوجة، وإشراف الزوجة.
3- ستر كل ما يخص الزوجة، خاصة ملابسها، وكل ما يستحيا منه.
هذه كلها شروط لضمان صيانة البيت، وحفظ خصوصية الزوجة، ومراعاة خصوصية العلاقة الزوجية، وصونها عن العبث، أو هتك الستر، وكشف الأسرار. قال النبي صلى الله عليه وسلم، موجهاً حديثه للرجال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ).

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومعنى (لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه) أي: لا يجعلنَّ أحداً يَدخل عليهنَّ على فراش النوم، أو غيره، وأنت تكره أن يجلس على فراش بيتك، وكأن هذا -والعلم عند الله- ضربُ مثل، والمعنى: أن لا يُكرمن أحداً تكرهونه، هذا من المضادة لكم أن يكرمنَ من تكرهونه، بإجلاسه على الفرش، أو تقديم الطعام له، أو ما أشبه ذلك.

أما جلوس أهل الزوج في بيت الزوجة، فإن الأصل التواد والتراحم والتزاور، هذا عن الأصل، لكن هذا لا يحجب التشاور بين الزوجين فيما يخص البيت، فهو أدعى للسكن والمودة التي أمر القرآن بها.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً