الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتحاناتي على الأبواب ولم أدرس شيئًا، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب بكالوريوس، ولدي امتحان بعد 20 يومًا، وأنا ضائع ولا أعلم ماذا أدرس، وأشعر بالنعاس طوال الوقت، مع العلم أني أنام جيدًا، وأشعر بالملل، ولا أملك الوقت للاكتئاب والملل، علمًا أني متفوق -الحمد لله-، ولدي هدف -إن شاء الله- وهو دراسة الطب.

في الآونة الأخيرة منذ شهرين إلى اليوم وأنا لا أدرس نهائيًا، وأضيع وقتي، وهذا الشيء دمرني، ونادم على كل ثانية ضيعتها، وهناك الكثير أريد ذكره لكم، وأتمنى أني وضحت حالتي لكم.

استشارتي حول تناول دواء فلوكسيتن أو مودافينيل، أيهما الأفضل لحالتي؟ مع العلم أني مريض بالربو، -والحمد لله- وضعي مستقر، وهل الدواء يتداخل مع أدوية أخرى مثل ملتي فيتامين أو فيتامين e400؟ فأنا أتناولهما منذ شهر.

أتمنى الرد بسرعة لأني سأرجع للدراسة.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

ومعذرة إن تأخرنا عليك بسبب الظروف التي نعيشها، إن سؤالك أخذني سنين إلى الوراء عندما كنت في الثانوية في دمشق، وكنت عازمًا على دخول كلية الطب، -وبحمد الله تعالى- أعانني الله، وأنهيت الثانوية بدرجات مكنتني من دخول كلية الطب في جامعة دمشق، وعسى الله تعالى أن ييسر لك لتسير على نفس الدرب، لتكون بعد عدة سنوات طبيبًا زميلًا لنا تعيننا في تخفيف آلام الناس.

ابني: إن الذي أنصح به ليس أحد هذه الأدوية، فالموضوع ليس موضوع أدوية، وإنما موضوع أن تشد الهمة على الدراسة، وتصرف عنك الملهيات، أنت لم تذكر لنا ماذا تفعل عندما لا تكون في جو دراسي، هل أنت على الجوال؟ هل أنت على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل أنت على الإنترنت؟ هل أنت على ألعاب الكمبيوتر؟ كل هذه الأمور من الملهيات التي يمكن أن تصرفك، أو تصرف مئات الشباب عما يريد تحقيقه في هذه الحياة.

فإذًا ابني اسأل نفسك ما الذي تفعله عندما لا تكون في حالة الدراسة، فإذا كانت إحدى هذه الملهيات فاصرفها عنك، فهذا أولى من أخذ الأدوية، إن الأدوية لا تستعمل إلا في حالات التشخيص للأمراض والاضطرابات البدنية أو النفسية، أما أن شابًا عنده امتحان بكالوريا ويجد من نفسه صعوبة في التركيز والدراسة، فهذا ليس تشخيصًا، وإنما هي حالة نفسية عليك أن تعالج أسبابها، وهي ربما استعمال الملهيات التي ذكرتها لك.

ابني: يمكنك من اليوم بل من هذه الساعة أن تصرف عنك هذه الملهيات، وتبدأ وتفتح الكتاب، وانتبه هنا إلى أن الطالب أحيانًا يقضي وقتًا طويلًا مفكرًا، هل يدرس هذه المادة أو تلك أو غيرها، فيجد نفسه أنه قضى الساعة والساعتين وهو يفكر في أي مادة يبدأ، هنا أنصحك أن تمد يدك على أي كتاب أو مادة موجودة أمامك وتبدأ بها، سواء كانت من المواد التي تحبها أو المواد التي لا تحبها.

ورويدًا رويدًا ستجد نفسك قد سرت في طريق الدراسة لتحصل -بإذن الله- عز وجل الدرجات العالية، التي تمكنك من تحقيق الحلم الذي تطمح إليه، وهو دراسة الطب، فاجلس وضع هذا الهدف أمامك، واصرف عنك كل الأمور الأخرى التي تقف حاجزًا بينك وبين تحقيق هذا الحلم الجميل، داعيًا الله تعالى لك بالتوفيق وليس فقط النجاح وإنما التفوق لتحقيق هذا الحلم، ونرجو الله تعالى أن تكون طبيبًا زميلًا لنا بعد عدة سنوات، فأهلًا وسهلًا بك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً