الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتعين الالتزام بالأدب عند الحديث عن الأنبياء عليهم السلام

السؤال

أعلم أن من أخبر عن نفسه أنه كافر فقد خرج من الملة ـ والعياذ بالله ـ وعندما سمعت: وأصحاب الشمال ـ أشرت بيدي إلى نفسي، أي أنني قصدت نفسي، وكنت أبكي وقتها، وكنت حزينة جدًّا، وكل ذلك بسبب الوسواس، وقبل ذلك قلت: إن النبي آدم عصى الله، فأنزله من الجنة، ولم يعد يعصيه في الأرض، ولكنني علمت أنه قد نسي، ولم يعص الله، ومنذ قليل وأنا أقرأ سورة يوسف خطر على بالي، أنه قد كذب حين وضع الصاع في رحل أخيه، وبعث رجالًا فاتهموه بالسرقة، وكتبت على جوجل: هل النبي يوسف كذب؟ ثم ندمت، وقلت: إن النبي لا يعصي الله، فندمت على ما فكرت فيه، فهل هذه الأشياء يمكن أن توقع في الكفر؟ وحديث النفس بالكفر والتخيلات الكفرية لا تتركني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يقع الكفر بما صدر منك من التخيلات، وحديث النفس؛ لما ذكرت من الوسوسة، فننصحك بالبعد عن الاسترسال مع الشيطان في الوسوسة، ووظفي وقتك وطاقتك في التعلم، والعبادة، والذكر، والدعاء.

وأما الحديث عن آدم ـ عليه السلام ـ فيتعين الالتزام بالأدب فيه، واعتقاد أن آدم تاب الله عليه، واعلمي أن الأنبياء معصومون من الذنوب الكبيرة، ومعصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى.

وأما الصغائر: فقد تقع منهم، ولكنهم إذا وقعوا في شيء منها لا يقَرون عليها، بل ينبههم الله، فراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 6901، 25834، 29447، 189363، 54423.

وأما كلامك عن يوسف: فهو غلط.

وأما الآية المذكورة في قصة يوسف، فتدل على جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل، إذا لم تخالف الشريعة، ولا هدمت أصلًا، كما قال ابن العربي في الأحكام عند قوله تعالى: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ - وهذا موافق لما قررناه سابقًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني