الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن نقل الأخبار بدون تثبت

السؤال

هل يجوز نشر أخبار الحروب والاعتداء على المسلمين دون تثبت من صحتها أو مصدرها، مع أننا نعلم أن هذا الأمر صحيح ويحصل؟ وهل أنشر كل ما يأتي إلي مع العلم أنني لا أستطيع أن أعرف هل هذا المصدر أو الخبر صحيح أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإنسان مأمور بالتثبت والتبين، وعدم التحديث بكل ما يسمع حتى يتأكد من صحته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}.

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع. رواه مسلم.

يقول الشيخ العثيمين مبينا معنى هذا الحديث: يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن، فإنه يكون عرضة للكذب، وهذا هو الواقع، ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقولون: صار كذا وكذا، ثم إذا بحثت وجدت أنه لم يكن، أو يأتي إليك ويقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته لم يقل. اهـ.

وجاء في فيض القدير: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ـ أي إذا لم يتثبت، لأنه يسمع عادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب، والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد، لكن التعمد شرط الإثم. اهـ.

وبناء عليه، فإنه ينبغي للإنسان أن لا ينشر إلا ما تأكد من صحته من المصادر الموثوق بها، سواء تعلق ذلك بالحرب أو غيرها حتى لا يكون عرضة للكذب، وراجعي للفائدة الفتويين رقم: 210748، ورقم: 36070.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني