الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملتزمة بصلاتي وحجابي، ولكنني توقفت عن الدعاء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة عمري 43 سنة، مسلمة أذهب للجامع، ولا أخلف صلاتي، أرتدي الحجاب، وأقرأ القرآن يوميا وكلما أدعو الله في أمر ولو كان بسيطا، إما أن يحدث أو يحدث عكسه، فصرت لا أدعو الله، لأن دعائي أصبح دون جدوى، ولكن ما زلت على الطريق الصحيح.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي أن الدعاء على نوعين الأول:

دعاء عبادة لله تعالى، يتقرب بها العبد لمولاه -سبحانه وتعالى-.

والثاني: دعاء مسألة، يطلبها العبد من ربه سبحانه.

ولأهمية النوع الأول من الدعاء في حياة العبد أمر الله به، وحث عليه وسماه عبادة، قال سبحانه: ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾، [غافر: ٦٠]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الدعاء هو العبادة)، رواه أحمد وغيره.

وسبب تسمية الدعاء عبادة: لأن الداعي إنما يدعو الله وهو يعلم يقينا أنه لا أحد يستطيع أن يجلب له خيرا، أو يدفع عنه ضرا إلا الله سبحانه وتعالى، وهذا لب التوحيد وحقيقته.

وأما دعاء المسألة: فإن الله سبحانه وتعالى وعد بإجابته، وجعل له الإسلام شروطا منها: أكل الحلال، وأن لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم، وأن لا يعتدي في الدعاء وأن لا يستعجل في الإجابة.

فهذه الشروط مهمة لاستجابة الدعاء، ثم إن الإنسان إذا دعى بدعوة فإن له معها ثلاث حالات:
- إما أن يستجيب الله له.
- وأما أن يدفع عنه من البلاء غير ما طلب.
- وأما أن يؤجل الله له استجابة دعوته إلى الوقت الذي يريده سبحانه؛ وعليه فإن استعجالك في ترك الدعاء بحجة أنه لا يستجاب لك تصرف غير صحيح منك، وما يدريك أن الله استجاب لك بعكس ما طلبتِ، فهذا أمر لا يعلم حقيقته إلا الله، فربما صرف عنك شيئا من المكروه لا تدري به.

لذا ننصحك بالاستمرار بالدعاء، وحسن الظن بالله سبحانه، وكمال الثقة فيه -جل وعلا-، وتحقيق شروط استجابة الدعاء، وإياك أن يزين لك الشيطان ترك التعبد لله بهذا النوع العظيم من العبادة، وهو الدعاء بل عليك الرضى بما قضاه الله لك وقدر من نتائج دعاء المسألة، بعد الأخذ بأسباب قبوله، فإن فعل الله بالعبد كله خير.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات