الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند الامتحان أشعر بالخوف ويأتيني شعور بالغثيان والقيء، كيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 22 سنة، بدأت حالتي قبل سنتين، عندما كنت خارجًا من اختبار، ولم أؤدِّ جيدًا فيه، وبعد أن تناولت وجبة الغداء أتاني خوف شديد، وخرجت وتقيأت في الشارع، استمرت الحالة عند التوتر الشديد، وذهبت إلى الطبيب، وعمل لي تحاليل دم وبراز وبول، وقال لي: عندك جرثومة في المعدة، وأخذت العلاج لمدة أسبوعين (العلاج الثلاثي)، ولم تتحسن حالتي، عند التوتر يصيبني غثيان ورغبة شديدة في التقيؤ.

ذهبت لطبيب آخر، وعمل لي تحليل النفخ، وقال لي: لا توجد عندك جرثومة معدة، وهذه آثار نفسية، وأعطاني مطهرات للمعدة.

علمًا أن الحالة لم تأتِ إلا قبل سنتين، وأنا طالب طب أسنان، والضغوط كثيرة؛ بسبب كثرة المواد، وقبل كل اختبار يأتيني شعور بالغثيان؛ لذلك أتقيأ خوفًا من أن أتقيأ داخل قاعة الاختبار، حتى ولو لم أتناول أي شيء، أما الآن فكلما شعرت بالتوتر أشعر بالغثيان، وإذا كان التوتر شديدًا أذهب لأستفرغ.

أرجو منكم النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulmalik حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

يُعرف أن بعض الناس لديهم استعداد للقلق إذا حدثت أي أحداث جسدية أو نفسية أو اجتماعية أو وجدانية في حياتهم، أي أن تركيبتهم النفسية الحساسة نسبياً تجعلهم عرضة للاستثارات النفسية بعد الأحداث الحياتية، حتى وإن كانت بسيطة، الإصابة بجرثومة المعدة، والتي تعرف باسم (الهيكلوباكتون) أمر معروف، والتي إذا أصابت بعض الناس حصل لهم شيء من عسر المزاج أو القلق الخفيف، والذي ينتهي تلقائياً، لكن يظهر من حالتك أن استعدادك للقلق والتوتر أكثر، وقطعاً دراسة الطب هي دراسة ضاغطة، وربما تكون قد تأثرت أنت بصورة سلبية.

عموماً هذه الحالة حالة مؤقتة، شعورك بالغثيان والتقيؤ حين تكون عرضة لأي نوع من الضغط النفسي البسيط؛ هذا رد فعل لحالة القلق التي تعيشها، وأريد أن أطمئنك تماماً أنك لن تتقيأ -إن شاء الله تعالى- داخل قاعة الاختبار، فما هو إلا مجرد شعور وليس أكثر من ذلك، وللتخلص منه، أنصحك بتناسيه، لا تتجنب المواقف التي تحس فيها بالتوتر، التعريض والتعرض والمواجهة والتحقير في ذات الوقت هي أسس علاجية سلوكية مهمة في هذه الأوضاع.

النقطة العلاجية الثانية: هي أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، -والحمدلله تعالى- هنالك عدة برامج توضح كيفية هذه التمارين، وهذه البرامج موجودة على شبكة الإنترنت، ولو تواصلت مع أخصائي نفسي، وليس طبيبًا نفسيًّا؛ ليقوم بتدريبك على هذه التمارين، هذا أمر جيد، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (^2136015) سوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى- استرشادًا واضحًا جداً لكيفية تطبيق هذه التمارين.

هنالك دواء بسيط يسمى (جمبرايد)، واسمه العلمي (سلبرايد)، متوفر في الصيدليات، ولا يحتاج لوصفة طبية، يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، عبوة الكبسولة هي 50 مليجرام، تناولها لمدة شهر واحد فقط، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن توجه كل طاقاتك النفسية والمعرفية والفكرية والوجدانية نحو: تنظيم وقتك، والتميز في دراستك، والحرص على أمور دينك، وبر والديك، وأكثر من التواصل الاجتماعي، وهذا لن يتناقض أبداً مع الحاجة للاجتهاد في الدراسة، تنظيم الوقت يعني تنظيم الحياة، ويمكن للإنسان أن يعطي كل شيء حقه، حتى الترفيه عن النفس مهم جدًا، فمطلوب في حالتك هذه أن ترفه عن نفسك بما هو جميل وطيب ومباح وحلال، هذا فيه خير كثير جداً بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • نريمان

    اناكمان بدي الك هذا الشيء اختبر في امتحانك ان الشيطان الوسواس الخناس هو الذي يقوم ان شاء تقوم بسلامة ومعدلك اكون 18 او 17 او15 12 13 11 هو 14 انشاء اله قل امين يارب العالمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً