الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت ثلاث مرات والسبب غير معروف، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، بعد زواجي بسنة؛ قررنا -وبإذن الله- إنجاب الأطفال، ولكن في أول حمل حصل إجهاض في الأسبوع 18، بسبب تجلط الدم في المشيمة، وبعدها بثلاثة شهور حملت مرة أخرى، وكنت آخذ حبوبا وإبرا لمنع التجلط، ولكن في الأسبوع 22 نزل ماء الجنين فجأة، وحصل إجهاض ثان، بعد ذلك بسبعة شهور حملت، فاقترحت طبيبتي أن نزيد جرعة الإبر لتصبح إبرتين في الجزء الثاني من الحمل، ولكن عندما كنت عندها في آخر زيارة -كنت في الأسبوع 20-؛ أخبرتني بأن عنق الرحم مفتوح واحد ونصف سم، ويجب أن أبقى بالمستشفى، فبقيت بضعة أيام، وأعطوني حبوبا وسيروم لتهدئة الرحم، ولكن ماء الجنين نزل مرة أخرى، وخسرت الحمل، مع العلم أني طلبت من الطبيبة ربط عنق الرحم، ولكنها لم ترض، وقالت بأن ذلك سيسبب ضررا للرحم.

أنا الآن في حيرة من أمري، لأن الأطباء لا يجدون سببا للإجهاض، وعملت تحاليل كثيرة، -والحمد لله- لم يكن هناك شيء غير طبيعي، والآن مضى على إجهاضي الأخير أسبوع، ولا أعلم ماذا أفعل، ومتى أستطيع محاولة الحمل مرة أخرى؟ مع العلم أني أجريت فحصا للرحم للتأكد من أنه طبيعي، وكان طبيعيا، فهل أملك فرصة الحصول على حمل طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب -إن شاء الله تعالى-.

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي-، ولكن ما أحب أن أقوله لك هو: يجب أن يتم عمل ربط لعنق الرحم عندك في الحمل القادم عند بلوغه 14 أسبوعا -إن شاء الله تعالى-، لأن الإجهاضات الثلاثة عندك قد حدثت في فترة متقدمة من عمر الحمل، مما قد يكون مؤشرا على وجود ما نسميه بـ (القصور الوظيفي في عنق الرحم)، ومثل هذا القصور الوظيفي لا يمكن تشخيصه لا بالتصوير التلفزيوني، ولا بالفحص النسائي، وطريقة تشخيصه تتم فقط من خلال القصة الولادية للسيدة، وطريقة الإجهاضات عندها، وبالطبع فإن عمل ربط لعنق الرحم سيرفع نسبة نجاح الحمل القادم -إن شاء الله-، لكنه لن يضمن النجاح بنسبة 100%.

هنالك نصيحة ثانية أرى بأن تأخذي بها، وهي: أن تتناولي مضادا حيويا يسمى (اريثروميسن) حبة عيار 500 ملغ ثلاث مرات يوميا لمدة 10 أيام قبل حدوث الحمل القادم، وذلك كنوع من الوقاية، وللتخلص من أية جراثيم قد تكون كامنة في عنق الرحم ولا تظهر بالمسحة.

أحب أن أطمئنك وأقول لك: نعم.. يمكنك الحمل مجددا، ونسبة نجاح الحمل عندك حتى بعد ثلاث إجهاضات تبقى أعلى من نسبة حدوث الإجهاض، فنسبة نجاح الحمل القادم ستكون بحدود 65 % -إن شاء الله تعالى-، ولكن من الأفضل تأجيل الحمل لمدة 6 أشهر على الأقل بعد الإجهاض الأخير، وذلك لإعطاء الفرصة للجسم ليتخلص من كل آثار الحمل السابق، ولإعطاء الفرصة للمبيض لأن يستعيد توازنه.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية lulu

    عليك برقية تثبيت الحمل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً