الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متعلقة بأبي وأحبه بشكل جنوني أرشدوني لإيجاد الحل في ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني أحب أبي كثيراً، بشكل لا أحد يتصوره، أحبه بقوة ومجرد فكرة أني سأفقده تصيبني بالجنون، أحياناً يطلب مني شيئاً أو يأتي يتحدث معي، وبعدما أذهب من عنده أبكي، أخاف أن أفقده، خصوصاً أنه كبير في السن -ما شاء الله- تعدى الـ 55 من العمر، مدخن بشكل إدماني، مستحيل تمر ساعة دون أن يدخن علبة كاملة، أو أكثر.

المهم أنا حاسة أن هذا الشيء مؤثر فيّ بدرجة عالية، أخاف أن يموت ويبعد عني، مع أن والدتي –والحمد لله- موجودة، وعندي إخوان وأخوات، لكن أبي غير، لو جاءت في بالي فكرة أني سأفارقه أبكي وأدخل في حالة حزن قوية جداً، أخاف أن يموت وأعمل شيئاً، يمكن أن يكون هذا الشيء طبيعيا بالنسبة لكم، ولكن والله أنا غير وأحب أبي أكثر من كل شيء؟ ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريناد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا بهذا السؤال، الذي أحزنني، وذكرني بوالديّ رحمهما الله تعالى.

كما تعلمين أن الله تعالى قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنك ميّت وإنهم ميّتون) فهذه هي طبيعية الحياة ودورتها؛ ولكن لا يبدو أن هناك من مبرر أو مؤشر بأن شيئاً سيحصل في هذا الوقت، وكل شيء بأمر الله تعالى، وبقدر مقدّر، وأنا متأكد من أنك متأكدة من هذا، إلا أنه الحبّ الشديد للوالدين وخاصة والدك، مما يجعلك تقلقين على فراقه بهذا الشكل، وهذا الخوف يشعر به الكثير من الأبناء والبنات، وإن كان غالبيتهم لا يتحدثون في الأمر.

ربما الموضوع له علاقة بالشعور ببعض القلق في الحياة، مما يجعل فكرة فقدان أحد الوالدين تسيطر عليك بهذا الشكل، وعادة مثل هذه الحالات من القلق، إنما هي مرحلة عابرة، تطول أو تقصر، وستتجاوزينها في وقت من الأوقات، ومما يمكن أن يعينك على تجاوز هذا الأمور التالية:

- ركزي على قضاء وقت نوعيّ مع والديك، وخاصة أن هذا ما تتمنين فعله معهما.
- برّيهما في المعاملة، واحرصي على راحتهما، وطبعاً هذا لا يعني أن لا تختلفي معهما في بعض الأمور.
- مارسي حياتك ودراساتك بنشاط، وحاولي الاستمتاع بكل هذا، ودعي الوالدين يستمتعان بوقتهما وأمورهما التي يحبان القيام بها، ولعلك عندما ترين أنهما سعداء في حياتهما ووقتهما، فهذا سيجعلك أكثر سعادة وارتياحاً.

- حاولي تقوية علاقتك مع كل أفراد أسرتك، وخاصة أمك -حفظها الله-.
- تذكري أن الأعمار بيد الله، وأن الله لن يتركك، لو حصل شيء بعد عمر طويل.

طبعا لا يمنع من محاولة إقناع الأب بترك التدخين، فلا شك أن هذا من الأمور الهامة للصحة.

وفقك الله، وحفظ والديك، ومتعهما بالعمر المديد مع صالح العمل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر فهد

    العاطفة الزائدة هي ما يجعل والدك يشعر بالشفقة ولكي (ينسى) يلجأ الى التدخيين والله يبارك 55 سنة انصحي والدك بأن يتذكر ان لا نافع ولا ضار إلا الله

  • أوروبا ريم

    والله ذكرتيني بفاطمة الزهراء وتعلقها برسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً