الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من التأتأة والخوف والخجل من الناس، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة متخرجة من الثانوية، عمري ثماني عشرة سنة، وسوف أذهب إلى الجامعة - بإذن الله تعالى - وسوف أدخل تخصص الطب، أنا أعاني من الخجل، والارتباك، والخوف، مثلاً: عندما أكون في السوق أو أي مكان آخر، أشعر وكأن الناس تراقبني، وأنا فتاة حساسة جداً.

مشكلتي هي: التلعثم عند التحدث مع أي شخص، أمي، أبي، إخواني، أصدقائي الجميع، فعندما أتحدث معهم ﻻ أستطيع أن أنطق كلمة في وسط كلامي، وأفتح فمي ثانية لكي أنطقها، وأحياناً حقاً ﻻ أستطيع أن أُخرجها، ولكن عندما أتحدث مع نفسي، ﻻ أُتأتئ وﻻ تحدث لي حبسة.

لقد كرهت حقاً حياتي بسبب التأتأة، أشعر أن الناس ﻻ تفهمني عندما أتحدث، وأنهم يجاملونني، وﻻ أعرف ماذا سوف أفعل في حياتي، وﻻ أريد أن أدرس الطب، بسبب هذه المشكلة، فبالله عليك، أرأيت دكتوراً يُتأتئ؟ إضافة إلى أن أسناني غير متطابقة، وفكي السفلي متقدم، لكن ﻻ أري أن السبب منها، وبعض الحروف ﻻ أستطيع أن أقولها بسهولة، كحروف: ت، ج ، س، ط ، أكرههم حقاً.

أرجو منكم أن تساعدوني، بعيداً عن الأدوية والأطباء، وكيف أتخلص من الحبسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من تأتأة ظرفية، تحدث أمام الغرباء، وكل الذي تحتاجين له هو المزيد من الثقة في نفسك، وأنا أؤكد لك ألا أحد يراقبك، لا أحد يستهزئ بك، لا أحد يحقرك، غيري فكرك، غيّري مفهومك، هذا مهم وضروري جدًّا.

الأمر الثاني وهو مهم: لا تراقبي نفسك أثناء الكلام، هذا مهم، بقدر المستطاع اصرفي انتباهك، اصرفي فكرك تمامًا حين تتحدثين، وحاولي أن تتكلمي ببطء، ودربي نفسك، وأنت في البيت.

اجلسي، قومي بتسجيل قطعة أدبية، مثلاً موضوع قرأته، أو موضوع ديني، سجليه على المسجل، وبعد ذلك استمعي لما قمت بتسجيله، سوف تجدين أن أداءك ممتاز جدًّا، وفي المرة التالية إذا كان هناك أي إخفاقات في التسجيل، أو تأتأة، أو تلعثم، حاولي أن تقومي بتسجيل موضوع آخر، وسوف تحسين أن الأداء أصبح أفضل، وأن التأتأة قد اختفت تمامًا، هذه طريقة معروفة وجيدة جدًّا.

وتدربي على تمارين الاسترخاء، بالذات كيفية الربط بين التنفس وبداية الكلام، الشهيق في بداية الكلام وملء الصدر بالهواء، يعطي للإنسان سعة في تنفسه مما يحسِّن القدرة على التعبير.

للتدرب على تمارين الاسترخاء، ارجعي لاستشارة إسلام ويب، والتي هي تحت الرقم: (2136015).

وأيضًا يجب أن تكثري من الاطلاع والقراءة، لأنه حين يكون مخزون اللغة لديك كبيرًا وممتازًا، هذا يسهل عليك عملية التخاطب مع الآخرين.

لماذا لا تدرسين الطب؟ ادرسي الطب، فالطب مهنة عظيمة وممتازة، ولا أعتقد أن التأتأة سوف تعوقك، هذه مجرد مخاوف قلقية، توقعية، افتراضية، أقدمي على هذه الدراسة، دراسة نبيلة وممتازة، وحققي أمنياتك من خلالها.

بالنسبة للأحرف التي تجدين صعوبة في نطقها: خصصي كلمات تبدأ بهذه الأحرف، مثلاً خمسين كلمة تبدأ بحرف الجيم، كرريها بصوت مرتفع وبهدوء، هذا يساعدك، ثم أدخلي هذه الكلمات في جُملٍ، هذا أيضًا مفيد جدًّا، وحاولي أن تقرئي القرآن بتدبر وتمعن، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن؛ ليتم تدريبك تدريبًا صحيحًا على التجويد، ومخارج الحروف، وكيفية ربطها بالتنفس، هذا قطعًا يساعدك، وفي ذات الوقت الذهاب لهذه المراكز، يعطي فرصة للتواصل الاجتماعي الإيجابي، مما يزيل تخوفك من الغرباء - إن شاء الله تعالى -.

إذاً هذا هو الذي أنصحك به، وكنت أريدُ أن أوجّهك أيضًا بأن تذهبي إلى الطبيب؛ ليصف جرعة صغيرة من عقار (زيروكسات)، حيث إنه مفيد جدًّا في مثل حالتك، لكن ذكرتِ أنك لا تريدين استعمال الأدوية.

بالنسبة لموضوع الأسنان والفك: إذا كان هنالك حاجة لأن تقابلي طبيب التقويم فلا بأس في ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عبدالعزيز

    انا اعاني من التأتأه منذ الصغر وسمعت احد الاطباء يقول اسهل وأسرع علاج هو قراءه القرأن بتمعّن وهدوء
    اسأل الله لي ولك الشفاء العاجل !!

  • مجهول محمد

    لدي نفس المشكلة الخوف و التلعثم و الخجل و خاصة أثناء العمل يصاحب ذلك تسرع في القلب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً