الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع طفلي الذي بلا أخلاق رغم صغر سنه؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي طفل في السادسة من عمره، لا يحترمني، كثير الكذب ولا يستمع لكلامي، ويضربني أحياناً، وألفاظه جداً سيئة عكس أخوانه تماماً، وأحيانا يسرق من مالي الخاص، وعندما أواجه ينكر علماً أن لديه مصروف يومي خاص به، وفي المقابل يستمع لكلام ابني الكبير، ولوالده جيداً.

علماً أنني استعملت معه أساليب الحرمان، والمدح والثناء عليه، ونادراً جداً استعمل معه الضرب غير المبرح، ولكن دون جدوى.

سؤالي: كيف أتعامل معه؟ فما أفضل طريقة للتعامل معه وتقويم خلقه؟




الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذا السؤال.

كما يُقال "الاحترام يؤخذ ولا يعطى"، لماذا يحترم هذا الطفل الأب أو الأخ الأكبر، ولا يحترم أمه؟ اطمئني فما زال أمامك بعض الوقت لتغيير هذا الحال، والأسهل والأضمن الآن، وإلا صعب الموضوع مع الوقت، وزادت المشكلات السلوكية عند هذا الطفل.

ليس الحرمان وليس مجرد الثناء وليس الضرب غير المبرح، هو الحلّ، الحل يأتي من أمرين متلازمين معا: الأول: الحب والرعاية والحنان، ويبدو أنك غير مقصرّة في هذا، والثاني: والذي يجب أن يرافق الأمر الأول، هو الحزم؛ والحزم لا يعني العنف كما يتوهم البعض، وإنما أن يشعر طفلك بأنك جادة فيما تطلبين منه، وبأنك واثقة من نفسك، وبأنك أنت سيدة الموقف، وأنت الأم المسؤولة عنه.

كوني واثقة من نفسك أمامه، فإذا طلبت منه أمرا ما، وهو أمر عادل ولمصلحة الطفل أصلا، فكوني جادة في طلبك، وبحيث يشعر الطفل بهذه الجديّة من خلال نظرك في عينيه، ومن خلال طبقة صوتك غير المستجدية، ومن خلال حديثك معه وبحيث يشعر من خلال كلامك بأنه ليس أمامه من خيار إلا الاستجابة لك، فعندها فسوف يستجيب لك كما يستجيب لوالده وأخيه الأكبر.

طبعا يعين جدا أن تكوني أصلا محترمة ومقدرة من قبل الزوج والولد الأكبر، فاحترامهم لك سيجعل طفلك يبادلك هذا الاحترام والتعاون كما يفعل والده وأخوه الأكبر، أحيانا تجد بعض الأمهات صعوبة في كسب تعاون طفلها معها، عندما تعاني من بعض المشكلات الصحية الجسدية أو الاكتئاب، وبحيث يضعف عندها هذا الحزم وهذه الجدية؛ لأنها منشغلة بمرضها أو حالتها العامة، وقد تظن الأم أن طفلها "سيشفق" عليها، ويتعاون معها بسبب مرضها، والطفل عادة يجد صعوبة كبيرة في التعامل العاطفي مع مثل هذا الموقف، والأنفع له أن يجد أمه "قوية" وسعيدة في الحياة، وواثقة من نفسها، فعندها يشعر بالاطمئنان والسعادة، لأن سعادته من سعادة أمه.

حاولي اتباع ما ذكرت، وربما يفيد أيضا قراءة كتاب أو كتابين عن الحاجات العاطفية للأطفال، ومهارات تربيتهم.

وفقك الله، وأقرّ عينيك بأطفالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً