[ ص: 640 ] خالد بن خلي
القاضي الإمام الحافظ أبو القاسم الكلاعي الحمصي ، قاضي بلده .
ولد في حدود سنة سبعين ومائة .
وسمع من : بقية بن الوليد ، ومحمد بن حرب ، وسلمة بن عبد الملك العوصي ، ومحمد بن حمير ، وطبقتهم .
حدث عنه : في " صحيحه " ، البخاري ، وأبو زرعة الدمشقي ومحمد بن عوف الطائي ، وولده محمد بن خالد بن خلي ، وآخرون .
قال : ليس به بأس . النسائي
قلت : كان من نبلاء العلماء .
قال عبد الصمد بن سعيد القاضي : سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول : لما وجه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق ، وقع الاختيار على أربعة : ، يحيى بن صالح الوحاظي ، وعلي بن عياش وأبي اليمان ، وخالد بن خلي .
قال : فأول من دخل أبو اليمان ، فقال له : ما تقول في يحيى بن أكثم يحيى بن صالح ؟ فقال : أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه . قال : فما تقول في ؟ فقال : رجل صالح لا يصلح للقضاء . قال : علي بن عياش فخالد بن خلي ؟ قال : أنا أقرأته القرآن . فأمر به ، فأخرج ،
[ ص: 641 ] ثم أدخل يحيى بن صالح ، فقال : ما تقول في أبي اليمان ؟ قال : شيخ من شيوخنا ، مؤدب أولادنا . قال : فعلي بن عياش ؟ قال : رجل صالح لا يصلح . قال : فخالد بن خلي ؟ قال : عني أخذ العلم ، وكتب الفقه . فأخرج .
وأدخل ، فحادثه ، وقال : ما تقول في علي بن عياش أبي اليمان ؟ فقال : شيخ صالح يقرأ القرآن . قال : فيحيى ؟ قال : أحد الفقهاء . قال : فخالد بن خلي ؟ قال : رجل من أهل العلم . ثم أخذ يبكي .
ثم أدخل خالد ، فقال له : ما تقول في أبي اليمان ؟ قال : شيخنا وعالمنا ، ومن قرأنا عليه القرآن . قال : فيحيى ؟ قال : أخذنا عنه العلم والفقه . قال : فابن عياش ؟ قال : رجل من الأبدال ، إذا نزلت بنا نازلة ، سألناه ، فدعا الله ، فكشفها فإذا أصابنا القحط سألناه فدعا الله تعالى ، فسقانا الغيث قال : فعمد إلى ستر رقيق بينه وبين يحيى بن أكثم المأمون ، فرفعه ، فقال له المأمون : هذا يصلح للقضاء ، فوله ، فأمر بالخلع ، فخلعت على خالد ، وولاه القضاء .
قلت : لم أظفر له بوفاة ، كأنه مات سنة نيف وعشرين ومائتين .