415 [ ص: 440 ] 46 - باب: المساجد في البيوت وصلى في مسجده في داره جماعة. البراء بن عازب
425 - حدثنا قال: حدثني سعيد بن عفير قال: حدثني الليث عن عقيل، قال: أخبرني ابن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري، عتبان بن مالك -وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرا من الأنصار-
قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "سأفعل إن شاء الله".
قال عتبان: فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك؟ " قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر، فقمنا فصفنا، فصلى ركعتين ثم سلم. قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له. قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله؛ يريد بذلك وجه الله".
قال: الله ورسوله أعلم. قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " يبتغي بذلك وجه الله". فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله؛ أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى.
قال ثم سألت ابن شهاب: الحصين بن محمد الأنصاري -وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم- عن حديث فصدقه بذلك. [انظر: 424 - مسلم: 33 - فتح: 1 \ 519] . محمود بن الربيع،
[ ص: 441 ]