الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب مع التوبة

السؤال

منذ: 6 سنوات تحدثت مع رجل خاطب، وكنت على علاقة به، وعلى علم أنه خاطب. وكنت أخرج معه، وحدثت بيننا -للأسف- تجاوزات عديدة. والحمد لله الذي تاب علي، واستطعت أن أخرج من هذا الكابوس بعد سنة من العلاقة، وتوقفت عن التحدث معه نهائيا، ولم أكلمه بعدها أبدا، وندمت أشد الندم على ما فعلت، وحتى وقتها عندما كنت أتحدث معه كنت أشعر بالندم الشديد، وبالأخص تجاه خطيبته. وكنت أشعر أنني شخص سيئ للغاية، وأنني قد ظلمتها ظلماً بيّناً بحديثي مع خطيبها. وكانت تعلم أنني على علاقة به، وتم فسخ خطبتها منه بعد نهاية علاقتي به بعدد من الأشهر. والمشكلة أنني -وبعد كل هذه السنوات- أشعر بالندم، وأنني قد ظلمتها، وأعرف صفحتها على الفيسبوك. فهل أذهب لمحادثتها، واستسماحها؟ أخاف من يوم تشخص فيه الأبصار، وأن تخاصمني عند الله يوم القيامة. والله قد تبت، وأشعر بالأسف، والندم، وأتمنى لو لم ألتق به يوما، لأنني قد أكون ظلمت نفسي، ولم أظلم شخصا من قبل. وأخاف أن أعذب في الدنيا والآخرة بسبب ما قد أكون فعلته بها نفسيا. وقد صليت صلاة الاستخارة حول: هل أبعث لها رسالة اعتذار لتصفح عني؟ وبحثت في الموضوع على الأنترنت، فوجدت فتاوى تفتي بالتوبة فقط دون الذهاب لطلب العفو من الشخص نفسه. ولكنني أريد التأكد، لأنني أخاف أن أقلب عليها المواجع، أو أن يأخذ الموضوع منحنى صعبا.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس عليكِ غير التوبة إلى الله من تلك العلاقة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.

والذي وقع منكِ هو ظلم لنفسكِ، ومعصية لربكِ؛ تستلزم التوبة، وعلى فرض أنّك أفسدت على تلك المرأة الخطبة بتلك العلاقة المحرمة؛ فيكفيك أن تستغفري لها، ولا حاجة لاستسماحها، ولا ينبغي إخبارها بما حصل؛ بل عليكِ ستر نفسكِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني