الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت رجلًا في قلبه امرأة غيري، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة كبيرة، أنا فتاة تعلق قلبي بشاب، وأعلم جيدًا ما هي حرمة العلاقة، ولا أريد الدخول معه في علاقة محرمة، أو حتى التحدث معه، وأعلم أن الشاب يحب فتاة أخرى ولا يحبني، فماذا علي أن أفعل في هذه الحالة؟ هل أدعو الله أن يكون من نصيبي وحلالي، أم أتركه للأيام، أم ماذا؟ أريد نسيانه، ولا أريد أن يزيد هذا التعلق عن حده.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

أولًا: من خلال رسالتك فأنت لا تحبين معصية الله، ولا تريدين أن تغضبيه، وهذا بداية مستقيمة لكل من أرادت السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.

ثانيًا: المسلم يؤمن ويعتقد بأن الزواج رزق مكتوب، وقدر مقسوم، فقد قدر الله لك زوجك من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات، وكان عرشه على الماء)، وهذا يهدئ روعك، فمن كتبه الله لك زوجًا سيأتي في الوقت الذي حدده الله لك وأنت معززة مرفوعة الرأس.

ثالثًا: يطمئنك ويهدئ روعك كذلك أن قضاء الله هو الخير لك، وما قدره الله لك من عطاء هو خير مما أردته لنفسك، فاطمئني وتذكري دائمًا أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم}، فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائمًا، وهنا سيطمئن قلبك ويستريح، وقد يكون ما تظنينه اليوم شرًا هو الخير.

رابعًا: إننا ننصحك بعد أن أكدنا على ما مضى أن تنسي الشاب هذا تمامًا، وهو أحد أمرين:

- إما أن يكون في قدر الله زوجك وفي هذه الحالة ستكونين مرغوبة لا راغبة، ومطلوبة لا طالبة، وهو بذلك سيعرف قدرك ويغليك، فإن الرجل بعد الزواج دائمًا ما يتذكر هفوات ما قبل الزواج.

- وإما في علم الله ليس لك، وفي هذه الحالة ستكونين حافظة لتدينك، محافظة على كرامتك، محفوظة من قيلة السوء وفعل السوء.

خامسًا: لا ننصحك بالدعاء أن يجعله من نصيبك، ولكن ننصحك أن تكثري من الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.

سادسًا: نرجو منك الابتعاد عن الفراغ، والإقبال على الله، وتعلم العلم الشرعي وخاصة كتب العقيدة، والاجتهاد في المشاركة في عمل مجتمعي، ومصاحبة أهل الصلاح من النساء، والاقتراب أكثر من والديك، كل هذه دعائم تعينك على تجاوز ما أنت عليه، نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً