الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالوحدة وأقارن نفسي بالآخرين، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ زمن طويل وأنا أحس أني وحيدة، ليس لدي أصحاب قريبون، ولا أهلي قريبون مني، كل شيء أكتمه في نفسي، عندي وسواس قهري يظهر في تصرفات وأفكار مزعجة جدًا، دائمًا أقارن نفسي بالناس وأنا أكره المقارنة، وأكره أني أغار من الناس لكن غصبًا عني، والله العظيم أحاول أشغل نفسي، لكني أجد أني رجعت لنفس النقطة.

شخصيتي ضعيفة، أكره المواجهة ومقابلة أناس جدد، أحس أني سيئة جداً، عذراً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: أشعر بمدى الألم والوحدة التي تعانين منها، وأود أن أؤكد لك أنك لست وحدك في هذا الشعور، من الواضح أنك تواجهين تحديات نفسية مثل: الوسواس القهري، ومشاعر العزلة، بالإضافة إلى مشكلات في تقدير الذات والتفاعل الاجتماعي، دعيني أقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذه التحديات:

1. التعامل مع الوسواس القهري:
- الاستشارة النفسية: من المهم جدًا البحث عن معالج نفسي متخصص، يمكنه مساعدتك في التعامل مع الوسواس القهري، قد يتضمن العلاج أساليب مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، الذي يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات المزعجة.

كما أن الاستعاذة من الشيطان من الأدوات المهمة في دفع الخواطر والوساوس.
- الصلاة والذكر في ديننا، الصلاة والذكر يمكن أن يكونا وسائل فعالة لتحقيق السكينة النفسية، حاولي أن تجدي الراحة والطمأنينة في الصلاة وذكر الله: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد ٢٨].

2. تعزيز الثقة بالنفس:
- التركيز على الإيجابيات: حاولي كتابة ثلاثة أشياء تقدرينها في نفسك كل يوم، يمكن أن يساعد هذا في تعزيز تقديرك لذاتك.

- الأنشطة والهوايات: أشغلي نفسك بأنشطة تستمتعين بها وتشعرين بالإنجاز عند القيام بها، كرياضة المشي، أو حتى احتساء كوب من القهوة في مكان مريح.

3. مواجهة الوحدة:
- بناء العلاقات الاجتماعية تدريجيًا: يمكنك بدء الانخراط الاجتماعي من خلال المشاركة في أنشطة جماعية تهتمين بها، مثل الأنشطة المجتمعية أو الأنشطة الدينية الخاصة بالنساء (حلقات التحفيظ مكان مثالي).

- التواصل الافتراضي: إذا كان التواصل وجهًا لوجه يشكل تحديًا بالنسبة لك، قد تجدين الراحة في بناء الصداقات عبر الإنترنت، أو المشاركة في مجتمعات افتراضية تشاطرك الاهتمامات، مع الأخذ في الاعتبار التزام الضوابط الشرعية في التواصل.

4. التعامل مع المقارنة:
- تجنب المحفزات: إذا كنتِ تجدين أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب لك المقارنة، فقد يكون من الحكمة تقليل استخدامها.

- تقدير الذات: اعملي على تقدير ما لديك وما حققته بدلاً من التركيز على ما لدى الآخرين.

من المهم التذكير بأن الشعور بالتحسن يستغرق وقتًا وجهدًا، وأن الخطوات الصغيرة تؤدي إلى تقدم كبير مع مرور الوقت.

الاستمرار في الدعاء، وطلب العون من الله مهم جدًا في هذه الرحلة.

أتمنى لك كل الخير، وأن تجدي السلام والراحة في قلبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً