السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبدأ بطرح المشكلة، ولكن أنا إنسان أشعر بالتقصير الكبير في جنب الله، وكلي ذنوب ومعاصٍ في السر، هذا الشيء جعلني أكره ذاتي، وبدأت أحنّ لنفسي وأنا صغير، وكيف أني كنت طاهرًا نقيًا محبًا لله أكره معصيته.
وأنا كشخص، أؤمن أن هذا الطفل الصغير المحب لله هو في صدري، ولكن تراكمت عليه الذنوب والآثام حتى دُفن، وإن أزَحْتُ عنه هذا الركام فإني سأعود ذلك الطفل الصغير.
في هذا الجو والشعور المليء بالحزن -بالنسبة لي- نظرت يومًا إلى صورة لي وأنا صغير، فقلت في نفسي: هذا الذي أريد أن أكونه، ثم أصابني شعور عظيم بالحزن ونمت، بعد أن استيقظت بدأت أشعر بأنني اثنان ولست واحدًا، رجل صالح طاهر نقي، ورجل سيء كذاب.
أنا أعلم أني شخص واحد، وأن المشكلة نفسية لا أكثر، ولكن هذه الفكرة "أني شخصان" أرهقتني كثيرًا وشتتني، وهزت الثقة بأني إنسان طيب، تعدّى تأثيرها إلى علاقاتي مع الناس، وصرت كالذي يعيش في عالم آخر، وصرت أراني كسراب، كشيء مشتت، فأنا أراني شخصين.
أعلم أن الشيطان استغل هذه الفرصة، فصار يوحي إلي بأني مريض وممسوس، لما يصاحب هذا الإحساس من صداع في رأسي وضيق في التنفس، وأنا أعلم أنه ليس للشيطان نصيب في شعوري إلا مجرد الوسوسة، فمشكلتي نفسية واضحة، لكني أريد أن أرتاح من هذا الإحساس السيء جدًا.
أفيدوني جزاكم الله خيراً في أسرع وقت، لا حرمكم الله الأجر.